Por: Germán Alzate Yepes
En los últimos años se ha gastado mucha tinta en noticias y artículos relacionados con el reconocimiento de los homosexuales, la exigencia de leyes antidiscriminación, de derechos de protección social y jurídica para las parejas de homosexuales, por no mencionar los matrimonios entre personas del mismo sexo. Estos temas han sido objeto de diversas reacciones de las cuales las diferentes religiones del mundo han tomado partido de forma activa. Estas reacciones van desde la acérrima homofobia de la Iglesia Bautista Westboro, la cual se manifiesta en las calles estadounidenses con carteles que dicen "Dios odia a los maricas" o "No a leyes especiales para los maricas" hasta posturas más liberales como la de la Iglesia Episcopal de EEUU que nombró como obispo de New Hamspire en 2003 a Gene Robinson, un homosexual quien vive con su pareja desde hace 17 años
Leer más, aquí
http://www.sindioses.org/sociedad/homosexualidadyreligion.html
سال كثير من الحبر خلال السنوات الأخيرة، في الكتابة حول ما يتعلق بالمثلية الجنسية والإعتراف بالمثليين وضرورة قوننة وضعهم وتحقيق الحماية الإجتماعية والقانونية لهم.
تعرضت هذه المواضيع لردود أفعال متنوعة لمختلف الأديان، فمن فوبيا المثلية العنيف للكنيسة المعمدانية، التي تظاهر أتباعها في الشوارع الأميركية وهم يحملون يافطات تقول:
تعرضت هذه المواضيع لردود أفعال متنوعة لمختلف الأديان، فمن فوبيا المثلية العنيف للكنيسة المعمدانية، التي تظاهر أتباعها في الشوارع الأميركية وهم يحملون يافطات تقول:
"يكره الله المثليين" أو "لا لقوانين خاصة بالمثليين".
وصولا إلى مواقف أكثر تحرّر كموقف الكنيسة الأسقفية الأميركية التي سمّت أسقفاً جديداً في نيوهامسباير، العام 2003، هو جين روبرسون وهو مثلي جنسياً يعيش مع شريكه منذ 17 عاماً.
المسيحية والمثلية الجنسيّة
باعتبار المسيحية الدين الأكثر انتشاراً، سنبدأ حديثنا عن موقفها من الموضوع.
هناك موقفين واضحين محددين تجاه المثلية الجنسية، هما:
1- موقف مُحافظ، يعتبر المثلية الجنسية خطأ جسيم، وقاد هذا الموقف لمعارضة أية قوانين ضد التمييز ومنع الإعتراف القانوني بالأزواج المثليين.
2- موقف حرّ، لا يرى المثلية الجنسية خطأ، ويحثّ كافة الأطراف لإتخاذ موقف منفتح.
ينطلق الموقف المُحافظ في المسيحية من أصوليّة الكتاب المقدّس، ما يعني من الإيمان بحرفيّته وإطلاقيّة صحتّه، والتي تتجلى في قضايا عقدية وصيغ أخلاقية وقصص وأصول. وهنا، تحضر الفرق المسيحية الكثيرة، مثل:
البروتستانت ومنهم المعمدانيين، آدفينديست، المورمون وشهود يهوه وسواهم.
حتى فيما لو لا تُقيم الكنيسة الكاثوليكية الإعتبار للقراءة الحرفية للكتاب المقدس، فإنها تأخذ موقفاً شديد التحفُّظ تجاه المثلية، حيث يمكننا العثور على وثائق فاتيكانيّة تؤكد هذا الامر. كذلك تأخذ الكنيسة الآرثوذكسية في روسيا واليونان الموقف ذاته، الذي تتخذه الكنيسة الكاتوليكية. كل أولئك، يعتبرون المثلية الجنسية خطيئة وشذوذ جنسيّ. كما أنه من المألوف في تلك الأوساط الدينية الحديث عن المثلية الجنسية كنشاط "مضاد للطبيعه". يؤكد أغلب قادة الكنائس المحافظة على أنهم لا يكرهون المثليين جنسياً؛ بل يدعونهم للإلتحاق بالتعليم الكنسي الديني وممارسة الطقوس الدينية ودراسة الكتاب المقدس، كسبيل نحو ترك هذا التوجّه الجنسي كأيّ شخص يمكنه تجاوز السرقة أو الكذب!!
البروتستانت ومنهم المعمدانيين، آدفينديست، المورمون وشهود يهوه وسواهم.
حتى فيما لو لا تُقيم الكنيسة الكاثوليكية الإعتبار للقراءة الحرفية للكتاب المقدس، فإنها تأخذ موقفاً شديد التحفُّظ تجاه المثلية، حيث يمكننا العثور على وثائق فاتيكانيّة تؤكد هذا الامر. كذلك تأخذ الكنيسة الآرثوذكسية في روسيا واليونان الموقف ذاته، الذي تتخذه الكنيسة الكاتوليكية. كل أولئك، يعتبرون المثلية الجنسية خطيئة وشذوذ جنسيّ. كما أنه من المألوف في تلك الأوساط الدينية الحديث عن المثلية الجنسية كنشاط "مضاد للطبيعه". يؤكد أغلب قادة الكنائس المحافظة على أنهم لا يكرهون المثليين جنسياً؛ بل يدعونهم للإلتحاق بالتعليم الكنسي الديني وممارسة الطقوس الدينية ودراسة الكتاب المقدس، كسبيل نحو ترك هذا التوجّه الجنسي كأيّ شخص يمكنه تجاوز السرقة أو الكذب!!
الآيات المؤسّسة للموقف المُحافظ في الكتاب المقدس، هي:
وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ.
لاويين 18 .. 22
لاويين 18 .. 22
إِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.
لاويين 20 .. 13
لاويين 20 .. 13
لا تكن زانية من بنات إسرائيل ولا يكون مابونون من بني إسرائيل.
سفر التثنية 23.. 17
سفر التثنية 23.. 17
ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا
لا زناة ولا عبدة
اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور .. و
لا سارقون ولا طماعون
ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله .
كورنثوس الاولى 6 .. 9و10.
لذلك اسلمهم الله إلى اهواء الهوان لان اناثهم استبدلن
الاستعمال الطبيعي
بالذي على خلاف الطبيعة وكذلك الذكور ايضا
تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا
بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء
ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء
ضلالهم المحق وكما لم يستحسنوا
ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله
إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا
يليق ..
من رسالة بولس لاهل رومية 1 .. 26 و27 و28
يلجأ المسيحيون (وكذلك اليهود) للتذكير، من حين لآخر، بقصة سدوم وعمورة الشهيرة
عند مقاربة المثلية الجنسية، حيث نعثر على هذه الآيات كمثال سريع:
الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة
أكثر إحتمالاً مما لتلك المدينة .
انجيل متى 10 .. 15
و لكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم
امطر نارا و كبريتا من السماء فاهلك الجميع.
لوقا 17 ..29
القديس توما الاكويني، هو أحد أهم الشخصيات المُساهمة بصياغة تصور آرثوذكسي تجاه المثلية الجنسية في الدين المسيحي، وهو أول من اعتبرها خطيئة "ضد الطبيعه".
ففي مؤلفه الخلاصة اللاهوتية، الجزء الثاني، ص 154، يعتبر توما المثلية الجنسية دعارة أو فجور (فلم يُستخدم في زمنه مُصطلحات وتعابير مثلية أو غيرية جنسية ولا سحاقية، في الواقع، لم يُعترَف بوجود أفراد ذوي ميول مثلية جنسياً، بل بأفراد قد يقعون في نطاق هذا "العيب" عبر الدعارة او الفجور).
أما موقف الكنيسة بأزمنة حديثة، فنجده واضحاً عبر تصريحات شهيرة للفاتيكان والبابا يوحنا الثاني، وبناءاً على نصوص الكتاب المقدس، جرى توثيقها خلال العامين 1975 و1976.
نجد موقف الكهنوت البروتستانتي، بهذا الخصوص، أيضاً، مؤسساً على فضاء الكتاب المقدس، ودون الأخذ بعين الإعتبار لما تقوله أعمال حديثة لعلماء نفس ومحللين نفسيين، ومن أهم القادة الأصوليين المسيحيين البروتستانت، الذين اشتهروا بتصريحاتهم المضادة للمثلية الجنسية، نجد:
تجدر الإشارة إلى وجود حركة دينية مسيحية مُناهضة للموقف الأصولي المسيحي، سيما في الولايات المتحدة وغيرها، حيث نجد شخصيات لاهوتيّة شهيرة بتصريحاتها الإيجابيّة تجاه المثلية الجنسية، منهم:
روبين سكروج، جون جاي مكنيل وجون بوسويل وغيرهم، مع التأكيد على أنهم يشكلون أقليّة في العالم المسيحي بالطبع.
اليهوديّة والمثليّة الجنسيّة
تتقاسم اليهودية والمسيحية إعتبار العهد القديم كلام مُوحى من الله، ففي الواقع، أخذ المسيحيون تلك الكتابات من اليهودية، حيث يقدم اليهود الأرثوذكس ذات النصوص المتصلة بقصة سدوم وعمورة لتبيان اعتراضهم على المثلية الجنسية.
تظاهر اليهود المتعصبون خلال العامين 2006 و2007 ضد مسيرة للمثليين الجنسيين في القدس، اعتبروا أن أولئك قد "لوثوا المدينة".
الإسلام والمثلية الجنسية
المثلية الجنسية ممنوعة في الثقافة الإسلامية، فعلى الرغم من عدم وجود نص صريح عن المثلية الجنسية في القرآن، فيستقي الكهنوت الاسلامي موقفه من قصة سدوم وعمورة أيضاً، وهي منسوخة من الكتاب المقدس، كقصة تبيّن عقاب الله للمثليين جنسياً.
تتم معاقبة المثليين، حالياً، في بلدان إسلامية بالسجن، وربما أحيانا، بعقوبة الموت، بحسب تطبيق الشريعة أو القانون الإسلامي.
يستند القانون الإسلامي أو الشريعه لأربع قواعد أساسية، هي:
تعاليم القرآن، السُّنة، الإجماع والقياس المُستند للقرآن والسُّنة.
النصوص القرآنية التي تتحدث عن قصة سدوم، هي:
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٨٠) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (٨١) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٨٢) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (٨٣) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٨٤) سورة الأعراف.
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥)
سورة الشعراء
لقد احتوت بعض أحاديث محمد تصريحات واضحة ومُباشرة أكثر ضد المثلية الجنسية، مثل:
"مُدان من قبل الله من يفعل فعل قوم لوط".
"لا يمكن لأي رجل النظر للأعضاء الخاصة برجل آخر، ولا أيّة إمرأة النظر لأعضاء إمرأة أخرى، كما أنه لا يمكن لرجلين النوم بسرير واحد تحت لحاف واحد (إلا عند الضرورة، حين نام علي ومحمد في سرير واحد!!! فينيق ترجمة)".
قد يصل حكم الشريعه الإسلامية تجاه المثليين جنسيا إلى عقوبة الموت.
في استطلاع عن الحريّات العام 2006، نجد الآتي:
"يُقاضي القانون الاسلامي المطبق بقسم كبير من البلدان الإسلامية المثليين جنسيا، ليحكم من 100 جلدة وصولا إلى الموت بالرجم بالحجارة. ويُبيّن تقرير منظمة العفو الدولية، العام 1999، وجود ممارسات عنيفة تجاه المثليين جنسيا في 24 بلد إسلامي وأغلبها عربي".
هناك بعض المجموعات المثلية جنسيا المسلمة، سيما في أوروبا، تدعو كأغلب الليبراليين المسيحيين واليهود الى إعادة قراءة قصة سدوم وعمورة بطريقة عصرية وضرورة إحترام ميولهم الجنسية.
البوذيّة والمثليّة الجنسيّة
لا تستخدم البوذية، بالعموم، مُصطلحات تحريم وإدانة للمثلية الجنسية. نعثر على إشارة وحيدة في تعاليم بوذا حول هذه العملية الجنسية: في أحد أصوات البراتيموكشا، المُعتمدة لدى التيرافادا، الذي يعتبر بأنّ حصول الجنس يعني هو "جنس صحيح".
يُفهم من تعبير صحيح كل ما من شأنه عدم تسبيب الآلام ولا الأذيّة للأقرباء، بالتالي، في حال قبول شخصين من ذات الجنس وبالغين وبكامل حريتهما بإقامة علاقة جنسية بينهما، او حتى علاقة زواج، دون التسبُّب بأذى ماديّ ودون خداع شخص ثالث، فلا يمكن اعتبار الأمر مُعيباً أو خارقاً للفضيلة والأخلاق.
مع ذلك، صنَّفَ بعض المؤلفين البوذيين الغربيين المثلية الجنسية كممارسة غير أخلاقية، بينما لا يعتبر كثير من المؤلفين البوذيين الآخرين المثلية الجنسية غير صحيحة، ببساطة، لا تحتوي القواعد الاخلاقية العشرة البوذية لأيّ كلام عن المثلية الجنسية، ما يعني أن أي مثلي جنسي أو مثلية جنسية، لا يسببون الأذى للآخرين، فسلوكهم صحيح تماماً.
فخلال زيارة الدالاي لاما الى كولومبيا، العام 2006، أُجريت مقابلة صحفية معه من قبل مُراسل جريدة البلد، وعند سؤاله عن رأيه حول المثلية الجنسية، اجاب: "أعتقد بأن المتدينين يجب ان يكتفوا بما في عقيدتهم لأنفسهم وليس للآخرين. لكن، من حق غير المؤمنين عمل ما يشاؤونه، دوما، متى كان فعلهم غير مُسيء للآخرين وتحت إتفاق بين الطرفين. بهذه الحالة، الوضع صحيح".
الإتجاه الإنساني العلماني والمثلية الجنسية
يبحث الإتجاه الانساني العلماني عن أجوبة للقضايا الإجتماعية والأخلاقية والقيمية عبر استخدام العقل، آخذاً بالحسبان للرفاه الإنسانيّ ولتكريم الكائن البشري، وباعتبار أن هذا الإتجاه يتأسس على العقل، فهو يستبعد كل المواقف الأصولية الدينيّة، إضافة لما يسمى كتب مقدسة أو تقاليد مفروضة وغير قابلة للمُراجعة والنقاش.
وفق هذا الأفق، يأخذ الإتجاه الإنساني العلماني بعين الإعتبار كل الدراسات الحديثة لعلماء نفس وأطباء حول المثلية الجنسية، والتي سحبتها من نطاق المرض العقلي او الإنحطاط، ما يجعلنا نقف بمرونة إزاء قبول المثليين جنسياً، كمواطنين أحرار باختيار نمط حيواتهم الشخصية. كما يؤكد الإتجاه الإنساني العلماني على ضرورة قوننة أوضاع المثليين جنسيا، وتطبيق الحماية الإجتماعية، وهذا ببساطة، من بديهيات الحريات في أي مجتمع ديموقراطي حرّ.
آراء علمية طبيّة بالمثلية الجنسية
نرى تطوراً بموقف فرويد حيال المثلية الجنسية، حين بعث برسالة الى أم أميركية، اعتبر خلالها أن المثلية الجنسية ليست عيباً ولا علامة إنحطاط، ولا حتى يمكن تصنيفها كمرض.
كذلك، توصلت أبحاث الطبيب كينسي الشهيرة، أواسط القرن العشرين، نتيجة أبحاث على 18000 شخص، إلى أمور هامة حول الإتجاه المثلي الجنسي وطبيعيته.
أما الجمعية الأميركية للتحليل النفسي، فقد أخرجت المثلية الجنسية من قائمة الإنحرافات الجنسية، العام 1973؛ وكذلك، أخرجتها منظمة الصحة العالمية من قائمة الأمراض والمشاكل الصحية الاخرى، العام 1990؛ أيضاً، اتخذت منظمات طبية أخرى مواقف مشابهة إثر قرار منظمة التحليل النفسي وظهور أبحاث جديدة حول هذا الموضوع.
حُقِّقَت أبحاث عديدة خلال الأعوام الاخيرة، والهدف هو العثور على سبب بيولوجي للمثلية الجنسية.
هنا، يتوجب علينا الاشارة الى بحث الدكتور سيمون ليفي الذي وجد فروقات، بحجم المنطقة الواقعة تحت سرير المخ وإسمها الوطاء، بين أدمغة متوفين مثليين جنسيا وغيريين جنسياً. فهذه المنطقة حجمها أقلّ عند المثليين جنسيا. مع هذا، تعرضت تلك الدراسة للنقد الشديد من قبل الأصوليين، الذين يخشون من ظهور نظرة مجتمعية تعتبر المثلية الجنسية طبيعيّة، وقد أجمعت الإنتقادات على أنه من غير الممكن التأكُّد من اتجاه أولئك الأفراد الجنسي لأنهم موتى، وأن الفروقات بين أدمغتهم، قد تعود لإصابة المثليين جنسيا بمرض السيدا؛ أو بتسخيفهم لبحثه لأنه باحث مثلي جنسياً!!!!
مع ذلك، بعد هذا البحث بسنوات عدّة، حقَّقَ الدكتور هوارد مولتز من جامعة كاليفورنيا دراسة على أشخاص مثليين وغيريين جنسياً بهدف فهم عملية النقل العصبي في ذات المنطقة الواقعه تحت سرير المخ أو الوطاء، ووجد بأنّ فروقات قائمة بين المجموعتين، الأمر الذي يُشير لوجود فارق فيزيولوجي.
دفعت تلك الدراسات، بين الكثير غيرها، المؤسسة الطبيّة لرؤية المثلية الجنسية كجزء من التنوّع البشريّ.
فقد صرّح المختص بعلم الأعصاب وليم س. غيلمر من جامعة هوستون، وإثر انتشار بحث هوارد مولتز السالف الذكر، بأنّ:
"المثلي جنسياً، يُولَدْ مثلياً، ولا يصير مثلياً. هذه الدراسات هامة جداً، سيما لمواجهة الجماعات التي تتشدد إزاء المثلية الجنسية، وتؤكد هذه الدراسات بأنّ الإنجذاب الجنسي عبارة عن خيار. لكن، قد شعر كل مثلي جنسي بإنجذاب لذات الجنس دوماً. فهو ليس خيار بل شرط بيولوجي ولدى المثليين جنسيا ذات التحكّم بالإنجذاب لأشخاص من ذات الجنس؛ كما ينجذب الغيريون لأشخاص من جنس مُختلف بالضبط".
يلقى وقوف عوامل بيولوجية خلف المثلية الجنسية، في هذا القرن، إهتماماً أكبر مما حدث خلال القرن الماضي.
ففي يومنا هذا، يتفق كثيرون، من مختصي علم الغدد ومختصي علم الوراثة وبيولوجيي أعصاب، على وجود عوامل بيولوجية ذات دور هام بتحديد الإتجاه الجنسي للفرد.
وهو شيء لم يكن معروفاً في زمان فرويد مثلاً.
في فقرة ممتعه من دراسة للكاتب الكولومبي أنطونيو بيليث، يُخبرنا الآتي:
"على الرغم من تعقيد المشكلة، نعرف اليوم الكثير حول التطور الجنينيّ. وعلى وجه الخصوص، نعرف تفاصيل هامة حول تشكيل الأعضاء التناسليّة والهوية الجنسية للجنين وهو في بطن أمه. كمثال، حتى الإسبوع السادس من الحمل، يمتلك كل الذكور بنية تشريحية أنثوية (وهذا، يُعاكس القصة المقدسة، فالأول حواء لا آدم!!)، والصحيح، بأنه اعتباراً من تلك اللحظة، تبدأ مرحلة جوهرية لاعبها الأساسي جين بكروموزوم Y، يسمى SRY، الذي يلعب دوراً هاماً بتحديد ذكورة الجنين. وهكذا، تنشط جينات أخرى متعلقة بالجنس الذكري، وفيما لو تكن الشروط البيئية البيوكيميائية في بطن الأم عادية، وفيما لو يكن التزويد الوراثي خالي من الطفرات المُخلّة بجنسانيّة الجنين، فسينتهي الأمر بتحول الجنين إلى ذكر. مع هذا، عند نقص أو منع عمل الهرمونات الذكرية، فإنّ التشكيل والنفسانية تبقى أنثوية. في الإسبوع السادس عشر، يُنهي علم كيمياء الجنس الرائع مهامه، ويصبح الجنين الصغير ذكراً".
تجدر الإشارة لأنّ البيئة الهرمونية للجنين هي المسؤولة عن تحوله لذكر أو لأنثى.
فحين يحضر هرمون التيستسرون، فهذا يعني انتشاره في كل السيل الدموي تاركاً بصمته في النسيج الدماغي، أي في منطقة تحت سرير المخّ أو الوطاء ومناطق أخرى من الدماغ، لتتشكّل مستقبلات نوعيّة للهرمون الذكري.
الأثر المتحقّق دائم، ولاحقاً، يُترجَم إلى مزايا سلوكيّة تصاحب الجنس الذكري.
في تلك الأحوال، التي ينحسر فيها الجين SRY، سيتعطُّل مشروع تشكيل الذكر، ويُحافظ على وضعه الأنثوي الأولي أو الأصليّ.
عثر سيمون ليفي، الأخصائيّ في علم أحياء الأعصاب، على فروقات تشريحية لا يُستهان بها بين أدمغة ذكورية وأخرى أنثوية.
ففي أبحاث سابقة، حققتها المختصة بعلم الأعصاب لاورا س. ألين، من جامعة كاليفورنيا، لُوحِظَ اختلاف أدمغة ذكورية عن أدمغة انثوية في منطقة محددة تقع تحت سرير الدماغ أو الوطاء، أسموها NIHA3 وهي منطقة مسؤولة عن تنظيم السلوك الجنسي للذكور. في الواقع، اكتشفت ألين بأنّ هذه المنطقة أصغر بثلاث مرات عند الرجال منها عند النساء. على ضوء تلك النتائج، فكّر ليفي بوجود فروقات في تلك المنطقة، بالتحديد، بين المثليين والغيريين جنسياً.
وهو ما ثَبُتَ، لاحقاً، فعلاً.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق