La construcción de la historia de la antigua Grecia se basa, cómo no, en académicos alemanes que desarrollaron a partir del siglo XVIII la ciencia de la Antigüedad. Entre ellos y los arqueólogos, sobre todo Heinrich Schliemann, crearon una Grecia inventada, de localización vaga y genérica en torno al mar Egeo, y sin fecha o marca de inicio de esa civilización. Acostumbrados a las reproducciones romanas de estatuas helénicas, en mármol o en piedra, no cayeron en la cuenta de que cuando fueron talladas, sobre todo en los frisos y frontones de los templos, estaban coloreadas de un modo que hoy nos parecería chillón
Translated to English by DeepL
The construction of the history of ancient Greece is based, of course, on German academics who developed the science of Antiquity from the 18th century onwards. Between them and archaeologists, especially Heinrich Schliemann, they created an invented Greece, vaguely and generically located around the Aegean Sea, with no date or starting point for that civilisation. Accustomed to Roman reproductions of Hellenic statues, in marble or stone, they did not realise that when they were carved, especially on the friezes and pediments of temples, they were coloured in a way that would seem garish to us today
الفصل الأوّل:
أساطير وتاريخ وعلم آثار
يحذر الأستاذ
إسبيلوسين، في كتابه "مدخل إلى اليونان القديمة"، من واقع أنّ ما لدينا
حول اليونان، قد بُنيَ إعتباراً من فترة عصر النهضة، بفضل القيم التعليمية للثقافة
التقليدية، التي جرى قبولها وزرعها في المؤسسات التعليمية الأكاديمية من وقتها.
وقد صاغوا فيما بينهم:
"عالماً
مسكوناً بالحكماء والشعراء والفلاسفة والفنانين، حيث سادت الحرية والحكمة الأخلاقية
والعلمية والجمال والعقل والإنسجام كمثل عليا".
وقد أزاحوا الستار عن مشهد ملحمي وخارق، فوضعوا الثقافة
اليونانية خارج الزمن والتاريخ الحقيقي.
كلام الصورة حول كتاب "اليونان السوداء" الجزء الأوّل، والذي قرأته خلال فترة ترجمتي للمقال الإسباني، وهو مترجم من اللغة الإنكليزية وفيه معلومات هامّة، سأوردها في أجزاء هذه السلسلة على شكل صور كهذه
يتأسس بناء تاريخ اليونان
القديم، بالطبع، على عمل العلماء الألمان، الذين طوروا علم العصور القديمة منذ القرن
الثامن عشر.
وبين هؤلاء العلماء بالإضافة
إلى علماء الآثار، وعلى رأسهم هاينريش شليمان، خلقوا يوناناً مزعوماً، ذو موقع غامض
وعام حول بحر إيجه، وبدون تاريخ أو علامة لبداية تلك الحضارة.
لقد اعتادوا على النسخ الرومانية
للتماثيل الهلنستية، من الرخام أو الحجر، ولم يدركوا أنها عندما نُحِتت، خاصة في أفاريز وقوصرات المعابد، قد بدت ملونة بطريقة تبدو لنا اليوم متوهجة.
وفي وقت لاحق، ساهم باحثون، مثل وليم نستله، في ترسيخ
أسطورة العقلانية الإغريقية، والتي سرعان ما فقدت مصداقيتها عندما نفَّذَ المؤرخون
والفلاسفة دراسات أعمق.
وكان ياكوب بوركهارد، مؤلف التاريخ الضخم للحضارة
الإغريقية، أول من حذر من أنه:
"ما
كان لأي شخص مسالم وحكيم أن يتمنى العيش في اليونان بتلك العصور!".
كما يسلط الأستاذ إسبيلوسين الضوء على المشاكل المعلوماتية، التي نواجهها لمعرفة
وفهم الإغريق القدماء.
إن مصادرنا
هي الشعراء (هوميروس، هيسيود) والنبلاء اليونانيين المستنيرين الذين أرادوا فهم ماضيهم
(ثوسيديدس، هيرودوت).
أما تواريخ اليونان القديمة، فقد كتبت دائماً بعد
قرون من الزمن، لأنه لا توجد آثار مكتوبة سواء على الرق (جلد للكتابة) ولا على ورق
البردي ولا على الحجر للحضارات المينوسية (جزيرة كريت) أو الموكناية (بيلوبونيز)، وهي
أولى الحضارات المسجلة.
وبعبارة أخرى، لقد اخترعوا، أو في أفضل الأحوال،
استنتجوا بمنطق معين قروناً من الغموض الوثائقي.
وأخيراً، يوضح الأستاذ إسبيلوسين بأن ما نعتقد أننا ورثناه عن اليونان - المسرح والفن
والديمقراطية - لا علاقة له بما نفهمه اليوم حول هذه المفاهيم.
فقد لجأ الإغريق إلى ما وراء الطبيعة، وقد
إستبعدوا العبيد والنساء من الحياة الإجتماعية، وبدا مفهومهم للفن والثقافة أرستقراطياً
وإحتفالياً وبعيداً كل
البعد عن مفهومنا.
في الفصل الأول من عمله أو كتابه، يؤكِّدُ أوزوين
موراي أنه حتى القرن التاسع عشر، قد فكَّرَ المؤرخون بأن الأساطير مجرد تشويه للماضي
الحقيقي، وهي ظواهر (أساطير وتاريخ) قد خلطها الإغريق بشكل ساذج.
بدا أن إكتشافات شليمان الأثرية، قد أثبتت صحّة هذه
الأطروحة:
حيث تحدثت الإلياذة عن الميسينيين وتُطلِقُ عليهم إسم "الآخائيين"، فقد عثر هذا الباحث الألماني على صورة محارب منقوشة على قناع ذهبي، قد حددها، دون جدال أو نقاش، بإعتبارها صورة الملك أجاممنون.
يتبع بعون الطبيعة
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (1)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (3)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق