Murray ofrece en su estudio una detallada descripción de la vida comunitaria de los griegos más antiguos y “oscurecidos”. Se basa en Homero para describir las costumbres y ritos de la aristocracia, y en Hesíodo para mostrar las costumbres y ritos del pueblo, por usar un término anacrónico pero claro
Translated to English by DeepL
In his study, Murray offers a detailed description of the community life of the most ancient and “obscure” Greeks. He draws on Homer to describe the customs and rites of the aristocracy, and on Hesiod to show the customs and rites of the people, to use an anachronistic but clear term
الفصل الثالث:
نهاية عصر الظلام
يقدم موراي في دراسته وصفاً تفصيلياً للحياة الجماعية لليونانيين الأقدمين "العائشين بعصر الظلام".
وهو يعتمد على هوميروس لوصف عادات وطقوس طبقة النبلاء، وعلى هسيود
لبيان عادات وطقوس الشعب، ليستخدم مصطلحاً تاريخياً، لكن، واضحاً.
إنقسم الشعب إلى طبقات عديدة.
يشكل الفلاحون الأحرار أصحاب الأراضي والعمال الذين يتمتعون ببعض الحقوق أغلبية السكان.
شغل "أنصاف الحرفيين" أو المتخصصون اليدويون مكان الحرفيين. وكانوا في العادة أجانب، أو على الأقل، اعتبروا كذلك، تجولوا وعرضوا خدماتهم على من يحتاجها ويدفع مقابلها، مثل العرافين والمعالجين والنجارين والمغنين.
وحظيت هذه الحرف بتقدير الطبقة النبيلة المرفهة، التي إحترمتهم بوصفهم طبقة نبلاء ذات قيمة أدنى. ثم كان هناك حرفيو المعادن، الذين كان المجتمع في أمس الحاجة إليهم، والموصوفين بما يمكن أن يسمى اليوم ذوي إعاقات جسدية، ربما لأن تشغيل الحدادة قد تسبب بحدوث إصابات متنوعة لهم.
ربما يعتبر زواج إلاهة الجمال والحب أفروديت
من إله الحدادة القبيح والمشوه هيفايستوس بمثابة نكتة صادرة عن نبلاء ضجرين (نسميهم اليوم طبقة النبلاء المغرورين)، الذين إمتهنوا القرصنة والزنا.
وفي المقابل، خظي عمل المرأة المتزوجة، وهو الحياكة، بتقدير كبير وكانت الإلاهة الراعية له هي أثينا، إلاهة عارضات الأزياء.
وقد دُمِجَ هذا العمل في "الأعمال
المنزلية"، ولم يُنظر إليه كعمل تجاريّ أو مهنيّ.
ويمضي موراي في
وصف الصيغ السياسية للمجتمع اليوناني القديم البدائي. ويستند مُجدداً إلى الإلياذة
والأوديسة. إجتمع الرجال البالغون في مجلس (أغورا)، لكن، خضعوا لمجلس الحكماء
(بولي)، المتكون من رؤساء (باسيليوس) العائلات القوية. إن وجود "سلطة تنفيذية"
للقضاة غير واضح في هوميروس، وفي اليونان الكلاسيكية، تخضع المناصب السنوية المجراة بالإنتخابات، في
جميع الحالات، إلى مجلس الشيوخ (البولي) المتكوِّن من الشيوخ الأثرياء.
في فصل الإلياذة، الذي يناقش فيه الإنسحاب المحتمل للأخيين من طروادة، توصف طريقة عمل الجانب السياسي.
فقد استدعى آغاممنون الملوك مسبقاً، وشرح لهم الحيلة:
اقتراح الإنسحاب على الجمعية العامة لأجل تحقيق العكس، وذلك بفضل الرؤساء النافذين أو الشيوخ، الذين سيدافعون عن شرف المعركة.
ويستنتج موراي أن الشيوخ قد تناقشوا،
أولاً، وبمجرد تحديد الهدف، إنتقل إتخاذ القرار إلى الجمعية العمومية. هذا الإجراء
فعال للغاية، لدرجة أن الديمقراطية الحديثة تعتمد على نفس الحيل. يقول موراي إن
الرأي العام والخطابة قد حضرا بقوّة لدى الإغريق.
"خارج المجالين
السياسي والعسكري، كانت أهم وظيفة للرؤساء المشايخ هي تنظيم النزاعات بين الأفراد،
بإجراءات لها أهمية خاصة، لأنها كانت أساس التطور اللاحق بالقانون اليوناني والنظم
التشريعية".
بعيداً عن التحريمات وبعض العادات، لم يكن لدى اليونانيين القدماء جسماً قانونياً أو تشريعياً، وفق تأكيدات موراي.
ما يميز النظام التشريعي اليوناني هو سلسلة من الصيغ
للتحكم بمشاكل الأفراد، وتحديد التعويضات عن الأخطاء والإصابات التي لحقت بهم.
يستشهد موراي بإقتباسات من الإلياذة، تؤكد على أن سلطة الملك مستمدة من زيوس، وأن
واجبه هو إقامة، ما نسميه اليوم، العدالة، وهو ما تمَّ عن طريق العقاب الوحشي أو
تعويض "الجاني" للطرف المتضرر.
كانت المحاكمات،
إذا جاز التعبير، علنية، وتدخل الشعب (دعنا نقول، العامة) كما يحدث في مباراة
ملاكمة، حيث هتفوا وهللوا للخصوم. ألقى الشيوخ، الذين تحملوا مسؤولية السلطة،
حججهم، ومن أقنع "الشعب" قد كوفيء. هذا هو نجاح الخطابة: إذا أحسنتَ
الكلام، فإنك تكافأ بسخاء.
يسلط موراي الضوء على مفارقة جريمة القتل.
لتجنب حدوث إرتكابات قتل جديدة، وجب على الشيوخ التوصُّل إلى تسوية بين عائلة القتيل وقاتله. في حال رفض قبول التعويض من قبل الضحايا، تمثل الحل بنفي المجرم.
لكن، لم يشكل القتل عملاً معاقب عليه أخلاقياً، بل تمثلت عواقبه بترك الأسرة بدون أب أو معيل فقط، بل ربما شكَّلَ القتل وسيلة لإكتساب الفضل والقوة.
يذكرني هذا الأمر بأخلاق المافيا وعصابات قطاع الطرق.
الإشارات إلى العدالة في هسيود ليست "نبيلة" أو مافيوية أبداً. هي أكثر توازناً. يشتكي الشاعر من فساد القضاة، الذين إنحازوا إلى شقيقه في نزاع على أرض أو ميراث. يقول موراي إن هسيود لم يشكُ من الرشاوى، التي دُفِعَت في التوسط بالقضايا، وهو أمر شائع وقتها.
فقد إهتمَّ، بحسب موراي، بعدالة القرار، أي أنه أدخل موضوع
العدالة كأساس للقانون في الساحة اليونانية. بالنسبة لهسيود، كما يقول موراي، حل
مفهوم العدالة (ديكيه) محل مفهوم الشرف (تيميه). ويبدأ معه إنشاء مفردات سياسية،
ليس بمُصطلحات مجردة، بل من خلال الأساطير.
"يُعبَّرُ عن
أخلاقيات اجتماعية شاملة بمصطلحات الأسطورة والتشخيص، وهي أخلاقيات تحل فيها
العدالة والنظام الاجتماعي محل الفضائل المفترضة للطبقة النبيلة الهوميرية".
قاعدة التنظيم السياسي اليوناني هي "البوليس"، أي المدينة، التي اشتقت منها كلمة "سياسي"، والتي صاغها أرسطو. استمر هذا النظام لدولة المدينة ألف عام، وسمح لسكانها بالسيطرة على الأقوياء.
والسؤال الذي يطرحه المؤرخون، كما سنرى في الكتابين الآخرين، اللذين نحاول تلخيصهما، هو:
متى وُلِدَت البوليس (المدينة اليونانية)؟
بالنسبة إلى موراي، فإن روايات هوميروس وهسيود تظهر أن البوليس كانت موجودة بالفعل في عصرهما، نهاية العصر المظلم.
إنه لأمر مثير للإعجاب أن شعباً ليس له تاريخ معروف، قد إستطاع إنشاء مجتمع قائم على العدل والعقل.
لم يستطع حس الشرف لدى الملوك، الذي أدى إلى ظهور النبلاء، الصمود أمام "دمقرطة" المدن، التي شكَّلَ سكانها ضمانة للقوة العسكرية، فبدا من الأفضل أن يحارب المتساوون مقارنة بنخبة من الأقوياء.
يتبع بعون الطبيعة
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (1)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (2)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (3)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (4)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (5)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (6)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (7)
من أين أتى الإغريق (اليونانيُون)؟ (8)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق