La historia del SIDA y su tratamiento, así como la aparición de personas que afirman que la causa de esta enfermedad no un virus, recuerdan la situación de la sífilis a principios del siglo XX. Para mostrar esa analogía tomemos nuestra máquina del tiempo virtual y retrocedamos a principios del siglo XX, época en la que los microbiólogos tenían pocas herramientas para combatir las infecciones.
1. Las causas de la sífilis y del SIDA. La sífilis es una enfermedad producida por una bacteria del grupo de las espiroquetas denominada Treponema pallidum, mientras que el SIDA está producido por un retrovirus denominado VIH. En la actualidad algunas personas opinan que el SIDA no está producido por el VIH; pero a principios del siglo XX también había científicos que se oponían a una causa infecciosa para la sífilis. La sífilis tiene como principal mecanismo de transmisión la vía sexual, aunque también se puede producir contagio desde úlceras de la piel infectadas, de madre a hijo o por vía sanguínea. La bacteria que produce la enfermedad es muy difícil de cultivar “in vitro”, y por ello no se consiguió su aislamiento hasta la primera década del siglo XX. Sin embargo no todos aceptaron esa explicación, algunos apuntaban a déficit del sistema inmune provocado por las migraciones, o a la urbanización como causa de la enfermedad. Los llamados “higienistas”, que mostraban una clara oposición a las tesis de Pasteur y Koch no aceptaron las conclusiones de los microbiólogos, que habían observado bajo el microscopio a la bacteria. En cierto modo recuerdan a los negacionistas del virus VIH, que niegan de su existencia, pese a que éste sea uno de los organismos más estudiados y analizados por la ciencia.
.
http://cnho.wordpress.com/2011/01/12/cinco-analogias-historicas-entre-la-sifilis-y-el-sida
تاريخ الإيدز (أو السيدا) وعلاجه، إضافة لظهور اشخاص، يؤكدون بأن سبب هذا المرض ليس فيروس، يذكّرنا بوضع مرض السفليس ببدايات القرن العشرين. كي نبيّن هذا التشابه، نعود بالزمن الى بدايات القرن العشرين، كحقبة امتلك فيها علماء أحياء الكائنات الدقيقة أدوات قليلة لمكافحة حالات التلوّث والعدوى.
أولاً: مسببات السيفليس والسيدا
يعتبر بعض الاشخاص بوقتنا الراهن بأنّ السيدا لا ينتج عن هذا الفيروس، لكن ايضاً في بدايات القرن العشرين، اعترض علماء على مسبب بالعدوى بمرض الزُهري. فالزهري ينتقل عبر آلية أساسية هي الإتصال الجنسي، ولو انه يمكن ان تحدث عدوى من تقرحات جلدية مُصابة من الأم الى الإبن أو بواسطة الدم. من الصعب زرع البكتريا المتسببة بهذا المرض في "إنبوب إختبار"، ولهذا لم يتحقق عزله إلّا في وقت متأخر، في اوائل القرن العشرين.
بكل الاحوال، لم يقبل الجميع هذا التفسير، فاعتبر بعضهم السبب بضعف الجهاز المناعي القادم مع المهاجرين، أو بسبب ظروف المدنية الحديثة. أبدى "أطباء الصحّة" اعتراضاً واضحاً على طروحات باستور وكوخ، فلم يقبلوا النتائج الميكروبية الحيوية، التي لُوحِظَت في البكتريا تحت الميكروسكوب. وهو ما يذكرنا، بشكل واضح، برافضي فيروس نقص المناعة، الذين يرفضون حتى وجوده؛ على الرغم من كونه واحد من أكثر الكائنات المدروسة والمحلّلة علمياً.
ثانياً: وصمة الزهري والسيدا، لعبت دوراً مُناهضاً لنقاش كلا المرضين. فالتزمُّت بكثير من المجتمعات المحافظة قد ولّد بيئة، جرى فيها ربط تلك الامراض بالخطيئة، فصار المُصابون بها كخطأة يصيبهم قصاص العدالة الالهية. ساهم هذا بتحقيق فهم قليل لكلا المرضين، أي ساهم بتقديم عون أقلّ لمن عانوا ويعانون من كلا المرضين. إذا أضفنا أنّ كلا المرضين يظهران، من وقت لآخر، بين مجموعات من المثليين جنسياً الذين يُقيمون علاقات كثيرة، بالتالي لدينا عناصر كافية لتحقيق "كوكتيل" من الاحكام المُسبقة البعيدة عن أيّ حكم علمي.
ثالثاً: أعراض المرضين متنوعة وتتوقف على المريض ودرجة نمو المرض. ففي كثير من المناسبات، يُقال أن السيدا ليست مرض ذو خصوصيّة، لأنه يظهر من خلال أعراض عديدة مُصاحبة لأمراض مختلفة. في الواقع، يشكّل السيدا متلازمة، فهدم قسم من جهاز المناعة الناتج عن فيروس نقص المناعة، سيفتح المجال لتأثير الطفيليات على المريض. من هنا، تظهر خشية من العدد المُرتفع من الأمراض مثل التهاب الرئة، أو بعض أنواع الأورام، التي قد تظهر لدى أولئك المرضى.
يحصل في حالة مرض الزُهري شيء مشابه، حيث يحصل طفح جلدي في حشفة القضيب عند الذكر وطرف البظر عند الأنثى أو على فتحة الفرج، على شكل بثور على طول الجلد، أو يفشل عضو او أكثر من الاعضاء، تحدث هشاشة عظميّة أو عُته أو مشاكل في الرؤية أو الحركة. في الواقع، عُرف مرض الزُهري "باسم المُقلّد الأكبر" بسبب تنوع الاعراض المختلفة القادر على إنتاجها، حيث يكمن التحدي بكشفه في مراحله الاولى حتى بالنسبة لطبيب اختصاصي.
رابعاً: تلعب المناعة دوراً ثانوياً في كلا المرضين. يتساءل الكثيرون، لماذا يستمر فيروس نقص المناعة زمنا طويلاً في الجسم على الرغم من انتاج جهازنا المناعي بأقل من شهر لجسم مضاد له؟ الجواب بسيط، يغيّر الفيروس دوريا بروتينات سطحه، ففي اللحظة التي يُظهِرُ الجسم، خلالها، المضاد له، يكون قد غيّر مولدات المضاد في سطحه. هذا ما يحقق استمرارية حضور الفيروس بجسم المصاب به دون ان يتمكن الجهاز المناعي من مكافحته. كذلك تستمر البكتريا المتسببة بمرض الزُهري أشهراً عدّة في الجسم دون تمكّن جهازنا المناعي من مكافحتها، فتنتقل لإصابة أنسجة وأعضاء مختلفة، فتتكاثر فيها دون ظهور أي ردّ مناعي مناسب. في الواقع، تتكرر هذه الظاهرة بعدد كبير من الكائنات المجهرية ولأسباب كثيرة التنوع. بالعموم، قد تكيّفت تلك الطفيليات للخداع أو لتصبح غير مرئية من قبل جهازنا المناعي، لتتكاثر في جسمنا على الرغم من حالته الصحية الجيدة احياناً.
خامساً: لقد تأخّر العثور على علاج لمرض الزُهري، وأيضاً، للآن، يُبحث عن علاج للسيدا. من أهم الإنتقادات الأكثر انتشاراً والموجهة للعلم، هي: بأنه للآن، لم يتمكن من العثور على علاج للسيدا. هذا صحيح، لكن لا شيء جديد، فالبحث المُضني من قبل الاخصائيين الباحثين عن حلّ ما لمشاكل الصحة البشرية مستمر دون توقُّف. مرض الزُهري قديم قِدَم البشرية، فقد عثروا على آثاره في مومياءات، لقد ظهر عند أشخاص تاريخيين شهيرين، لكن فقط وفقط، عثروا على علاج فعّال في منتصف القرن العشرين له.
يوجد كفاح قديم ضد كلا المرضين، يستحق لفت الإنتباه له.
في حالة السيدا، بمجرد معرفة فيروس مُنتج للمرض، بحثوا عن جزيئات قادرة على كبح تضاعفه. أحد أوائل الجزيئات المُستخدمة الأزيدوتيميدين. هو تركيب فعّال بشكل جزئيّ، فقد ظهرت فيروسات مُقاومة بسهولة؛ بالإضافة لامتلاكه لمؤثرات جانبية خطيرة. لحُسن الحظّ، تمكن الجيل الاخير من تلك المضادات الفيروسية من تفادي حصول التضاعف الفيروسي، مع تأثيرات جانبية أقلّ، فيساهم بتحويل السيدا الى مرض مُزمن لحامليه.
حصل شيء مُشابه بمكافحة مرض الزُهري.
فهذا المرض هو قاتل في أغلبية الحالات. في البدايات، تحقق العلاج باستعمال أملاح الزئبق بفعالية غير محسومة، مع آثار جانبية شديدة الضرر. بحث عالم البكتريا الالماني باول إرليش عن مادة يمكنها علاج الامراض العديدة المعدية، التي بدأ التعرُّف عليها في تلك الحقبة وأطلق عليها اسم "الرصاصة السحرية". في العقد الاول من القرن العشرين، ركَّبَ إرليش السلفرسان أو الأرسفينامين وهو مركّب عضويّ احتوى الزرنيخ ضمن تركيبته وبالتركيز المناسب، حقق فائدة في مكافحة الامراض المعدية. وايضاً، كافح البكتريا المتسببة بظهور مرض الزُهري. أنقذ هذا المُركّب، الذي امتلك تاثيرات جانبية عديدة لاحتوائه على الزرنيخ، والذي في حال تجاوز الجرعة المناسبة تحوّل الى سمّ زعاف، حيوات ملايين الاشخاص وأوقف كثير من حالات العدوى عند حدّها، وصولاً الى اربعينيات القرن العشرين، أي لحظة اكتشاف البنسلين.
في العام 1908، حصل إرليش على جائزة نوبل بسبب تركيبه للدواء المذكور أعلاه، في العام 1911 اكتشف هيديو نوغوتشي البكتريا المتسببة بظهور مرض الزُهري، لكن، حرمه موته المُفاجيء في افريقيا من التكريم الأكبر الذي لاقاه، العام 1945، كلٌّ من هاوارد فلوري وألكسندر فليمنغ وإرنست تشين بنيلهم لجائزة نوبل لإكتشاف البنسلين.
ما يزال يؤثر مرض الزهري على عدد كبير من المرضى (حوالي 12 مليون شخص سنوياً)، لكنه، يتسبب بالموت، فقط، عندما لا يتعرض أولئك الأشخاص للعلاج بمضادات حيوية.
ففي العام 2006، نال كل من لوك مونتانييه وفرنسواز باري سينوسي جائزة نوبل لإكتشافهم فيروس نقص المناعة المكتسبة، بوصفه المسؤول عن التسبب بمرض السيدا، وهناك جائزة بالإنتظار، لمن سيكتشف علاجاً فعالاً ضد هذا المرض المُرعب.
الخلاصة
يُبدي البعض إعتراضات في وقتنا الراهن، هي ذات الإعتراضات التي واجهت علماء البكتريا الباحثين عن علاج لمرض الزُهري وقتها.
لحسن الحظّ، يتابع العلم أبحاثه ويقترب خطوة كل مرّة أكثر من علاج ما لأمراض تسببها فيروسات، والسيدا ليس سوى واحداً منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق