La Mente del Ateo
¿Se puede afirmar tajantemente que Dios no
existe? ¿Hacen realmente eso los ateos? ¿Qué hacen si no? A continuación, un
cuadro apretado pero minucioso que muestra los entresijos de una forma de
pensamiento sobre los que la mayoría opinamos sin conocer en profundidad
El primer paso para entender el
pensamiento ateo es tener claro que la inexistencia –precisamente por serlo– no
deja evidencias. Y sin evidencias, es imposible demostrarla. ¿Qué debería
exhibirles para demostrar (pongamos por caso) la inexistencia de Papá Noel?
¿Ninguna foto? ¿Ningún trineo volador? Y eso se consigue exactamente en ningún
lugar.
Ahora bien, si no se puede demostrar la
inexistencia de Papá Noel, ¿qué nos obliga a descartar tajantemente su
existencia? Nada. Así que desde un punto de vista lógico muy estricto, quizás
existe.
.
هل يمكن التأكيد،
بصورة قاطعة، على عدم وجود الإله؟
هل يطرح المُلحدون هذا الأمر على هذا النحو؟
ما
الذي يقومون به في حالة الإجابة بالنفي؟
سنحاول الإجابة،
فيما يلي، مع الاعتراف بأنّ غالبيتنا، تُدلي برأيها دون امتلاك معرفة عميقة، في
الغالب الأعمّ من الأوضاع، ضمن هذا الإطار.
الخطوة
الأولى باتجاه فهم ذهنية المُلحد، بالعموم دونما تعميم، هي ضرورة حضور تصوُّر
واضح حول اللاوجود – وهو بدقّة – الذي لا يترك أثر ولا أدلة.
ودون أدلة، يستحيل
الإثبات. لكن، ما الذي يمكن عرضه في الإثبات (هنا، نضع مثال) على عدم وجود فيل بنفسجيّ؟
عدم وجود صورة له؟
عدم وجود أيّ فيل بنفسجي بأيّة غابة؟ فهذا غير متوفّر بأيّ
مكان.
حسناً، في حال عدم التمكُّن من إثبات عدم وجود فيل بنفسجي، ما الذي
يُجبرنا على استبعاد وجوده بصورة قاطعة؟
لاشيء.
هكذا، وانطلاقاً من وجهة نظر منطقية
صارمة، ربما يتواجد فيل بنفسجي.
المُلحد، قبل كل شيء، هو شخص يتناول أمر الاستحالة المنطقية
لاستبعاد عدم الوجود، بصورة قاطعة، بشكل جدي للغاية. كتبعة لهذا (وبصورة معاكسة
لما يحمله التحيُّز متأصِّل الجذور)، لا يرى المُلحد بأنّ الإله غير موجود
بصيغة ما.
إذاً؟ يرى المُلحِدْ أنه في حال وجود الإله، فهذا لا يُبرِّرْ الإيمان
به ببساطة متناهية.
منطق الإلحاد: لا وجود لأيّة فرضيّة جديّة، من الضروريّ، في هذه الفرضية، وضع
الإله كمقدمة قياس، ولم يتمكن الإلوهيُّون حتّى من إستخدام الإله بصورة متماسكة لأجل تفسير الظواهر الطبيعية على
الإطلاق، ولا تفسير تلك الظواهر، التي لم يتمكن من تفسيرها أحد، بصورة مختلفة حتى
الآن. ففي حال وجود الإله، فكل ما هو قائم يُشير لأنه "ولسبب غامض ما"، يقرّر عدم التدخُّل في العالم الواقعيّ1.
ففي حالة عدم تدخله في
العالم الواقعيّ، هو غير قابل للإكتشاف أو الكشف بالتعريف.
وإن يكن غير قابل
للكشف، يستحيل تمييزه عن أيّة شخصية خيالية.
ما المعنى الذي يملكه، إذاً، التعامل
معه كما لو أنّه حقيقة أو واقع قائم؟
إنطلاقا من وجهة نظر إلحادية، مع هذا، لا يوفِّر العالم الواقعيّ وحده
التبرير لعدم الإيمان. كذلك، لا توفّر فكرة الإله، التي يدافع عنها الألوهيون،
التبرير ذاته. هذا يعني حضور تناقض وتنافر زائد عن الحاجة، قد لا يسمح بالتعاطي
الجدي معه.
على سبيل المثال: يؤكد بعض المؤمنين على أن الإله كليّ المعرفة ويملك
القدرة على معرفة كل شيء بصورة مسبقة (مزامير 139، 3-4. رسالة يوحنا الأولى 3، 20). ومن جانب آخر، يقولون بأنّ الإله يرغب ويأمل بصلاحهم وتحسنهم. لهذا، يدعونا إلى
القداسة (إنجيل متى 5، 48) ويرسل يسوع بمهمة إنقاذية إلى كوكب الأرض (إنجيل
يوحنا 3، 16). أو يمتلك الإله توقعات بالتغيير، حيث يتبين سلوكه في سفر العدد 14،
11 بالعهد القديم، والذي يُبدّد أيّ شكّ بهذا الصدد.
حسناً، ألا تشكّل المعرفة الكلية، عملياً، الإلغاء المُباشَرْ لأيّ
نوع من التوقعات؟ حيث يعرف أدق التفاصيل حول كل ما يحدث في الكون، حتى إمكانية سير
الأشخاص بطريق الصلاح أو لا، كيف يمكن انتظار تغيُّر شيء في هذه القصة المهيمنة
بصورة مطلقة2؟
هل يمكن لأحد أن ينتظر (كحالة الإله في
سفر العدد 14، 11 } حدوث أيّة تغيُّرات في سلوك الشخصيات بفيلم، هو يعرف كامل تفاصيله
بصورة مسبقة؟
أمر فاقد للمعنى. ويوجد تأكيد نهائيّ، يُعمِّق بصورة أكبر
التشويش أو الإختلاط القائم. بحسب بعض المؤمنين، لا يمكن أن يعمل الإله شيئاً يناقض
جوهره. مع ذلك، نراهم يقدمونه ككائن يطرح توقعات، فتتناقض هذه التوقعات، بقوّة،
مع مشهد الجوهر الإلهي:
أي مع المعرفة الكلية المطلقة.
مثال آخر، أضيفه إلى الأثر الوحيد الذي يجعلنا نتأكد من اختلاف
وتنوُّع تلك الإختلاطات الإلهية. يؤكد بعض المؤمنين بأنّ الإله لا يعمل أشياءاً غير
منطقية. بينما من جانب آخر، يؤكدون هم ذاتهم بأنّ الإله قد خلق كل ما هو موجود من
اللاشيء. هل يوجد أمر بالغ الإستحالة من ظهور شيء من اللاشيء، من ظهور الوجود من
اللاوجود؟
يبدو أن الإله يمكنه عمل أشياء لامنطقية. وفي حال عدم تمكنه من القيام
بهذا، فهذا يعني بأنّ ما هو منطقي، يقوم بتكييف عمله، لكن، ألا يؤكد المؤمنون ذاتهم
بأنه كليّ القدرة، بأنّ قدرته لا حدّ لها؟
مزيد من التعقيد والإختلاط!!
لا يمكن قول "الإله ليس موجوداً"، لكن، يمكن أن نقول
"ليس هناك أسباب منطقية تدعو للإيمان بالإله".
هذا هو، بالضبط،
الموقف أو الوضع العام بين الملحدين3.
بناء على كل ما ورد أعلاه من
شروحات.
الأسئلة التي طرحناها أعلاه، هي ذاتها
التي يطرحها ملايين الأشخاص اليوم من المتشككين في العالم.
وهي ذات الأسئلة،
التي سنلجأ لها جميعاً (حتى أصحاب التوجُّه الأُلوهي)، عاجلاً أم آجلاً، ولمرة واحدة على
الأقلّ، كي لا نتراجع، بصورة واعية، عن استخدام المنطق بصورة صادقة.
هوامش
1.
يحاول الألوهيون دحض فكرة "عدم تدخُّل
الإله في العالم الواقعي"، بحيث يبرهنون على هذا التدخل من خلال حدوث معجزات
أحياناً. لكن، ليس هناك أيّ دليل جدي على حدوث هكذا أمر. وتُقصي كل النتائج
المتعلقة بهذا الأمر كل التفسيرات الممكنة الغير مرتبطة بما هو فوق طبيعي.
2. لا تلغي المعرفة الكلية المطلقة أي توقُّع إلهي فقط، بل كذلك، تلغي
مسألة الحساب الإلهي النهائي. فبحسب قدراته غير المحدودة، يعلم الإله مسبقاً
بوجود الكون، ويعلم كل من سيسلك بصورة خيِّرة أو شرّيرة وماهية مصيره بناءاً على ذاك
السلوك. هكذا، وبناءاً على قاعدة بسيطة واضحة، ليس هناك حاجة للقيام بحساب نهائي
أو يوم قيامة. فالقرار صادر ومختوم منذ الأزل ذاته!
3. من المعروف بأن الكثير من
الأشخاص، يؤكدون على "عدم وجود الإله". ويسمى أولئك مناهضي الألوهة
مثل اليعاقبة المشككين. بالنسبة لأولئك، يشكل غياب الأسباب المنطقية بحد ذاته،
الدليل على عدم وجود الإله. وهذا زعم خاطيء، إنطلاقا من وجهة نظر إلحادية (لدى قسم غير قليل من الملحدين على الأقلّ). حيث يحاولون إثبات زعمهم عبر السؤال:
هل يُعتبر "عدم تناول الكوكايين" نوع من الإدمان؟
حيث لا يمكن
اعتبار "عدم تناول الكوكايين"، ولا تحت أيّ ظرف، كغياب للإدمان.
إنه
لا إدمان. بذات الصيغة، "عدم وجود أسباب منطقية"، لا يمكن اعتباره
دليل، لأنها تشكل غيابه.
هو: لا دليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق