Alimentación y fertilidad de la mujer
La hambruna, es decir, una escasez persistente de alimentos, ocasiona una reducción de los depósitos grasos y el consiguiente adelgazamiento. Al vaciarse las células adiposas, dejan de liberar la hormona leptina y su concentración en sangre disminuye. Cuando los núcleos hipotalámicos del cerebro detectan este descenso de la leptina desencadenan la sensación de hambre para forzar al individuo a buscar comida. Si la situación persiste y el porcentaje de grasa corporal desciende por debajo de un diez por ciento, el hipotálamo libera la hormona CRH, que estimula la secreción de hormonas del estrés, como el cortisol. En estas circunstancias de delgadez extrema, el hipotálamo reduce la producción de la hormona reguladora de las gonadotrofinas (LHRH), que inhibe la secreción de las gonadotrofinas LH y FSH por la hipófisis. Estas hormonas controlan el funcionamiento de las gónadas; al disminuir sus niveles en la sangre se produce un freno en la actividad de los testículos y de los ovarios. Cuando el cuerpo contiene menos de un diez por ciento de masa grasa se ocasiona una inhibición de la ovulación, amenorrea y esterilidad. El esquema está tomado de J.E. Campillo, 2004
Leer más, aquí
http://mono_obeso.typepad.com/photos/la_cadera_de_eva/la_cadera_de_eva.html
التغذية وخصوبة الانثى
تعني المجاعة النُدرة بالاغذية، وهو ما يتسبّب بتخفيض نسبة الدهون ويؤدي إلى النحافة. فعندما تقلُّ الخلايا الشحمية، ينخفض تحرير هرمون اللبتين وينخفض تركيزه في الدم. عندما تكتشف النوى الوطائيّة للدماغ نقص اللبتين هذا، تٌولِّدُ الاحساس بالجوع لاجل دفع الفرد للبحث عن الطعام. فيما لو يستمر هذا الوضع وتتدهور نسبة الدهون الجسدية الى اقلّ من 10%، يقوم الوطاء بتحرير هرمون مطلق لموجهة القشرة الذي يحفز إفراز هرمونات الإجهاد الكورتيزول . في هذه الظروف من النحافة الشديدة، يُخفِّض الوطاء إنتاج الهرمون المُنظّم هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية الذي يكبح افراز هرمون منشط للجسم الأصفر وهرمون منشط للحوصلة في الغدّة النخاميّة. تضبط تلك الهرمونات عمل الغُدد التناسليّة، فعند انخفاض مستوى حضورها في الدم، سينتج كبح لنشاط الخصيتين وللمبيضين. عندما يحتوي الجسم على أقلّ من 10% من المادة الدهنية سيحصل: تثبيط للاباضة، انقطاع الطمث والعقم.
خلال هذا الموضوع، سيتم توثيق تطور الإناث بطول ملايين الاعوام، عبر تعرضهن لتغيرات جذريّة في أجسادهن، لاجل التكيّف بنجاح عند كل مُستجدّ بيئيّ جديد، عند كل تغيّر بيئيّ، وهو ما دفع الى تطور كامل النوع البشريّ. يُشكّل هذا الموضوع، بالتالي، مُوجز السيرة الذاتيّة التطوريّة لكل الإناث اللواتي كُنَّ قبلنا.
شُجيرة التطور البشريّ
بحسب الأبحاث الوراثيّة وأبحاث علم إحاثة الانسان، فأسلافنا الاكثر قدماً، يتمثلون بشبه إنسان منطقة توجر / كينيا أورورين توجيني وشبه الإنسان آردي، اللذان تمّ تأريخ حفرياتهما التقديرية ما قبل 6 و4 ملايين عام. يتبع هذان النوعان من أشباه الانسان البدائيّة، عدد من انواع الآوسترالبيثكس أو القرود الجنوبية، التي تمتلك ميزة رئيسيّة، هي القدرة على المشي على قدمين، والأحفور الأشهر لها عبارة عن هيكل عظمي شبه كامل لأنثى شابة قد عاشت منذ أكثر من 3 ملايين عام في اثيوبيا الحالية ويُطلق عليها اسم قرد جنوبي عفاري.
اعتباراً من ذاك التاريخ، بدأت تظهر بقايا أحفورية لممثلي الجنس Homo (الانسانيات). يبرز، هنا، الإنسان العامل، والذي نمتلك له هيكل عظمي كامل لشاب قد عاش منذ مليوني عام تقريباً (الشهير باسم شاب توركانا في كينيا). صنع هذا السلف بعض الأدوات الحجرية، وتغذّى على الجيف والاسماك والحيوانات الصغيرة. غادر الانسان العامل أفريقيا واستوطن في أوراسيا، حيث تعرّض لعمليّة تنوّع هائلة: البعض ممن استمروا بافريقيا، أعطى المجال لظهور شبه الانسان الاقدم باوروبا هو الإنسان السلف منذ حوالي مليون عام، تفرّع منهم، بوقت متأخر، انسان نياندرتال والانسان العاقل، ما يعني نحن.
الوِرْكْ والتطوّر
عند القيام بإجراء مقارنة بين حوض الشمبانزي الراهن وحوض شبه إنسان من القرود الأفريقية الجنوبية مع آخر لكائن بشريّ.
نجد ان حوض الإناث، إضافة لسماحه بالتنقّل وتحمّل جزء هام من وزن الجسم، يجب أن يسمح بالولادة. يسمى الحوض المتمدّد الذي يميّز حوض القردة: حوض "مشدود"، يساعد القردة عند التنقّل على أربعة قوائم، على القدمين وعلى راجبة الايدي (عظمة صغيرة عند مفصل سلاميات الاصابع / قاموس المورد اسباني عربي) . عند بدء المشي على قدمين، تعدّل الحوض لكي يتحمّل وزن الجسم وتوزيعه على عنصري دعم، هما: الساقان. حوض نوع القرود الأفريقية الجنوبية ذو شكل مربّع أكثر منه مستطيل، ويُطلق عليه تسمية حوض "مضغوط". بلغ هذا الحوض أوْجَهُ عند ظهور الحوض البشريّ.
جبلّات الهويّة والاتجاه الجنسيّ
فروقات في حجم المراكز الدماغيّة المتصلة بالتوجّه الجنسي.
النواة ضمن الوطاء الداخلي، التي تحدّد الانجذاب الجنسيّ، بحسب حجمها: أكبر حجماً عند البشر غيرييّ الجنس منها عند المثليين جنسياً أو عند الاناث. ما يعني، سيُحدّد الحجم الكبير لهذه المنطقة الدماغيّة الانجذاب للانثى، فيما يحدّد حجم صغير الانجذاب للذكر، بغضّ النظر عن الجنس البدنيّ الحامل. النواة القاعديّة للاخاديد النهائيّة، تجمّع آخر لعصبونات الدماغ البشري والمتصلة هذه المرّة مع ادراك الجنس الذاتيّ الخاص: يبدو أنّ حجمها أكبر لدى بشر غيرييّ الجنس وبشر مثليين جنسياً. لكن حجمها أصغر بشكل ملحوظ عند الاناث وعند المخنثين من ذكر الى أنثى، أي لدى أولئك الافراد، الذين يشعرون بامتلاكهم جسد إناث.
تنسيق المهبل والتطور
لدى أيّ انثى من إناث الثدييات، وعندما تمشي على اربع قوائم، المهبل بوضع أفقي يميل الى الاسفل. في تلك الظروف، فيما لو تمشي إثر تلقيها المني ذكري مباشرة، فستحتفظ بالحيوانات المنوية ضمن المهبل بسهولة، حتى في حالة القضيب الصغير الحجم، الذي لا يصل لعمق كبير. عند أنثى البشر، نظراً لتنسيق جهازها التناسلي، عندما تقف على قدميها، يتوجه مهبلها الى الامام ونحو الاسفل. في هذه الظروف، سيؤدي المشي إثر تلقي الحيوانات المنوية الذكرية مباشرة إلى خسارة قسم من الحيوانات المنوية، بسبب أثر الجاذبيّة الأرضية البسيط.
تطوّر المؤانسة (حُسن المعاشرة)
تطور نماذج التجمّع القرابيّ عند أشباه الإنسان
منذ 6 ملايين عام، سكنت آردي في حرش استوائيّ غنيّ بالاوراق والنباتات الطرية والفاكهة. ومن المُحتمل ان هؤلاء الاسلاف قد تجمعوا في مجموعات متعددة الزوجات مع ذكر مُسيطر وحيد، كوضع مشابه لما نجده عند تجمعات الغوريللا بيومنا هذا. لقد واجه نوع شبه الانسان، القرد الجنوبي العفاري، ظروفاً حياتيّة أقسى، فقد أكلوا أيّ شيء عثروا عليه، خصوصاً جذور النباتات وأشياء نباتية قاسية أخرى. أجبرهم المشي على القدمين وحصول تعديل في محيطهم البيئي على التجمّع بجماعات ذكور وإناث، بصيغة شبيهة بالحاصل عند الشمبانزي اليوم. تمكّن شبه الانسان العامل، بفضل حجم دماغه وقدرته على تحضير أدوات حجرية، من حلّ مشكلة الفقر بتأمين الغذاء عبر قيامه بالصيد. وُلِدَ صغارهم بحال يحتاج رعاية وحماية لمدة زمنية غير قصيرة، الأمر الذي شجّع التزاوج الأكثر استقرار، لكن ضمن جماعة من الذكور والإناث. واجه الانسان العاقل القديم المزوّد بالذكاء، القادر على تصنيع أسلحة فعّالة والسيطرة على النار، اختباراً قاسياً في العصور الجليدية. ساهمت رعاية الصغار بتقوية وتنشيط التعاون بين الذكر والأنثى. تعززت الثقة بالزوجين ضمن الجماعة او القبيلة. اكتشف الانسان العاقل الحديث الزراعة ورعاية الماشية اعتباراً من نهاية العصر الجليدي. أنشأ المدن وابتكر القوانين ووضع الأعراف الاجتماعية والدين. شرعن اقتران الذكر والانثى، عبر صيغ متنوعة وعبر الزواج على وجه الخصوص. تعززت الثقة بمفهوم العائلة.
الولادة المبكّرة عند البشر
عند ولادة الشمبانزي، إثر فترة حمل مدتها 32 اسبوع: يكون حجم دماغها معادل الى 33% من حجم دماغ الشمبانزي البالغ. تبيّن احفوريات شبه الانسان القرد الجنوبي الأفريقي؛ وفي حالة لوسي منذ 3 ملايين عام، أنها قد امتلكت شيئا شبيهاً بما تمتلكه الشمبانزي اليوم.
فيما لو تتبع الكائنات البشرية للقاعده العامة لعلم الحيوان، نسبة لمدّة الحمل وحجم الجسم، فإنّ مدة الحمل البشريّ يجب أن تبلغ 16 شهر، أي ما مجموعه 64 أسبوعاً. إضافة لان طفالنا، حال اتباعهم للقاعدة القائمة لدى باقي الرئيسيات، فسيولدون مع دماغ مساو لثلث حجم دماغ البالغ تقريباً. لكن وفق مُعطى حجم دماغ البالغ عندنا كبشر، فإنّ قياسات جمجمة الجنين كبيرة جداً، حوالي 500 سنتمتر مكعّب، وهذا ما يجعل الوضع (الولادة) مستحيلاً. تمثّل الحلّ الذي أوجده التطور في مجيء طفل مبكّر للحياة (سابق لأوانه)، ما قوله يأتي للحياة ككائن بنصف عملية تصنيع، مع دماغ بالكاد يشكّل حجمه 28% من حجم دماغ البالغ، وهو يحتاج لحقبة طويلة من الرعاية والاهتمام ما بعد الولادة، لأجل اتمام نموّه خارج الرحم.
العلاقة بين الرأس والوِرْكْ
الولادة المُنفردة لأنثى القرد
الحاجة الى العون في الولادة البشريّة
على الرغم من إمكان حدوث ولادة منفردة لأنثى البشر، لكن غالباً، يُفضّل حضور شخص يقوم بالتوليد. بسبب المشي على القدمين، تعرضت عظام الوِرْكْ لحصول تعديلات هامة نسبة لما حصل عند باقي الرئيسيات، وتشكّل قناة الولادة وضع زاويّ (من الزوايا أو الزاوية)، كما يشكّل الرحم زاوية مستقيمة مع المهبل. سيتوجب على الجنين القيام بسلسلة من الدورانات للرأس والاكتاف لاجل التقدّم خلال هذا المقطع المتعرّج. عند الولادة، يستند تاج رأس الطفل الى عانة الأم، يسمح هذا للأم برؤية الجزء الأسفل من رأس طفلها فقط. في هذه الوضعية، ففيما لو تحاول الأم ذاتها مساعدة ابنها بالخروج وولادته، يمكنها أن تسبّب الأذيّة للنخاع الشوكيّ نظراً للانحناء الكبير للعمود الفقري. كذلك، من الصعوبة بمكان فصل الأم لابنها عن الحبل السرّي، فيما لو ارتبط بالعُنق.
تطور عمر مرحلة سنّ انقطاع الطمث
لقد ازداد عمر مرحلة انقطاع الطمث (الشهير بسن اليأس .. وهي تسمية مأساويّة!) بسبب تحسّن ظروف الحياة. يُقدّر متوسط معدّل عمر السكان في النقطة التي فيها: يتقاطع خط افقي يوافق 50% من الباقين على قيد الحياة مع منحني البقاء على قيد الحياة. بحسب الخط البياني، تُقدّر قيمة متوسط حياة الانثى بحوالي 20 عام في مرحلة ما قبل التأريخ، 45 عاماً في العصور الوسطى و80 عاماً في يومنا هذا وفي المجتمعات المتقدمة. يتوقف متوسط معدّل عمر السكان على ظروف بيئيّة وأنماط الحياة، لهذا يتعدّل المتوسط، عندما يحصل تحسُّن في الظروف الاجتماعية والصحيّة والتغذوية.
أقصى مدّة حياة متوافقة مع العمر، التي يلامس منحني البقاء على قيد الحياة، فيها، المحور الافقي، ما يعني، عندما لا يوجد أيّ باقٍ على قيد الحياة.
يتوقف هذا المَعْلَمْ على الظرف الوراثيّ (الجيني) فقط، من المعتاد ان يميّز كل نوع حيّ ومن المُحتمل أنه لم يتغيّر بطول التاريخ في نوعنا العاقل.
يتضح في خطوط شاقولية الأعمار الافتراضية، التي قد مرّ بها عمر انقطاع الطمث في الحقب التاريخية المعتبرة، بالمقارنة مع ما هو حاصل بوقتنا الراهن. لقد أفادت الفترة القصوى للحياة البشرية بتغيّر عمر فترة الطمث، فالشيء الوحيد الذي قد تغيّر هو النسبة المئوية للإناث اللواتي وصلن لفترة انقطاع الطمث. في فترة ما قبل التاريخ 10%؛ في العصور الوسطى 30% و90% في الوقت الراهن.
التصميم التطوري لفترة انقطاع الطمث
آلية تطورية لأجل ظهور الجدّة
يوجد لدى أنثى البشر حالة تأخُّر بالنضج الجنسي مقارنة مع باقي إناث الرئيسيات: 10 سنوات عند أنثى الشمبانزي و15 عند أنثى البشر. تؤثّر هذه الخاصيّة العامة لنوعنا بمشاهد مختلفة من فيزيولوجيتنا: نحن نشكّل نوع حيّ ذو بلوغ بطيء (نُضج بطيء). على العكس من هذا، ففترات الخصوبة والتكاثر متشابهة لدى إناث الرئيسيات: حوالي 30 عام. الفارق الأهم في القضية التي تشغلنا: عند إناث الرئيسيات، تقترب الشيخوخة التكاثريّة من العمر الاقصى لها، حيث تتوقف عن الإباضة لمدة عامين قبل الموت. بينما عند أنثى البشر، يدوم توقف الخصوبة لحقبة طويلة بعد تكاثريّة، هي حقبة توقف الطمث. ربما أفضى عمل الانتقاء الطبيعي، هنا، إلى ظهور الجدّة، الذي لم يحدث بايقاف التكاثر عند الانثى بعمر مبكّر، بل بإطالة الحياة إثر توقّف الخصوبة.
مخاطر العلاج الهرموني البديل
يحتاج كثير من الاناث خلال فترة انقطاع الطمث لتلقي الاستروجين والبروجيسترون، لاجل تفادي وعلاج بعض التعقيدات الناجمة عن توقف الطمث. لكن لا يخلو هذا العلاج من المخاطر. فنسبة الآثار غير المرغوبة تزداد مع مدّة العلاج ومع عمر الانثى. تمتد فترات العلاج لاكثر من 5 اعوام، يُنصح بها فقط لتفادي أخطار كبيرة وفق معايير الطبيب الاختصاصي.
فوائد ومشاكل الاستروجين
تشكّل الاستروجينات الهرمونات الانثوية التي تقوم باتمام وظائف هامة بطول حياة الانثى، الى ان تتوقف قدرتها التكاثرية فُجائياً بالوصول الى مرحلة انقطاع الطمث. في ظروف الحياة البدائية، امتلكت الانثى، بطول حياتها الخصيبة، تركيزات خفيفة من الاستروجين، أقلّ مما لدى الانثى الحديثة، حيث أن الكثير من سنواتها الخصيبة قد مرّ دون الدورة الشهرية خلال فترات الحمل أو الإرضاع. عند الانثى الحديثة، التي تعيش في بلدان متقدمة والتي تتحكم بخصوبتها بوسائل عديدة، يتعرض جسمها لتركيزات عالية من الأستروجين خلال أكثر من 30 عام، مع بعض الانقطاعات القصيرة عند حدوث حالة حمل. فالرضاعة الامومية في مجتمعاتنا ليست حتمية. يمكن أن تؤدي الإطالة الصناعية لتلك المستويات المرتفعة من الأستروجين، إثر توقف الطمث، عبر ما يسمى العلاج الهرموني البديل، إلى حدوث بعض المشاكل الصحيّة. حيث يؤدي استعمال الاستروجين لنمو بعض أنواع السرطان، خصوصاً سرطان الرحم وسرطان الثدي. من جانب آخر، يحقق الأستروجين للمرأة، بحال توقف الطمث، فوائد صحية، مثل: تأخير فقدان الكالسيوم من العظام والوقاية من امراض قلبية وعائية، بين فوائد اخرى. يتوجب على كل أنثى، بحالة توقف الطمث، أن تراجع طبيبها لتقييم الفوائد والاخطار وفق حالتها التشخيصية، لتطبيق هذا العلاج البديل.
عند القيام بإجراء مقارنة بين حوض الشمبانزي الراهن وحوض شبه إنسان من القرود الأفريقية الجنوبية مع آخر لكائن بشريّ.
نجد ان حوض الإناث، إضافة لسماحه بالتنقّل وتحمّل جزء هام من وزن الجسم، يجب أن يسمح بالولادة. يسمى الحوض المتمدّد الذي يميّز حوض القردة: حوض "مشدود"، يساعد القردة عند التنقّل على أربعة قوائم، على القدمين وعلى راجبة الايدي (عظمة صغيرة عند مفصل سلاميات الاصابع / قاموس المورد اسباني عربي) . عند بدء المشي على قدمين، تعدّل الحوض لكي يتحمّل وزن الجسم وتوزيعه على عنصري دعم، هما: الساقان. حوض نوع القرود الأفريقية الجنوبية ذو شكل مربّع أكثر منه مستطيل، ويُطلق عليه تسمية حوض "مضغوط". بلغ هذا الحوض أوْجَهُ عند ظهور الحوض البشريّ.
جبلّات الهويّة والاتجاه الجنسيّ
فروقات في حجم المراكز الدماغيّة المتصلة بالتوجّه الجنسي.
النواة ضمن الوطاء الداخلي، التي تحدّد الانجذاب الجنسيّ، بحسب حجمها: أكبر حجماً عند البشر غيرييّ الجنس منها عند المثليين جنسياً أو عند الاناث. ما يعني، سيُحدّد الحجم الكبير لهذه المنطقة الدماغيّة الانجذاب للانثى، فيما يحدّد حجم صغير الانجذاب للذكر، بغضّ النظر عن الجنس البدنيّ الحامل. النواة القاعديّة للاخاديد النهائيّة، تجمّع آخر لعصبونات الدماغ البشري والمتصلة هذه المرّة مع ادراك الجنس الذاتيّ الخاص: يبدو أنّ حجمها أكبر لدى بشر غيرييّ الجنس وبشر مثليين جنسياً. لكن حجمها أصغر بشكل ملحوظ عند الاناث وعند المخنثين من ذكر الى أنثى، أي لدى أولئك الافراد، الذين يشعرون بامتلاكهم جسد إناث.
تنسيق المهبل والتطور
لدى أيّ انثى من إناث الثدييات، وعندما تمشي على اربع قوائم، المهبل بوضع أفقي يميل الى الاسفل. في تلك الظروف، فيما لو تمشي إثر تلقيها المني ذكري مباشرة، فستحتفظ بالحيوانات المنوية ضمن المهبل بسهولة، حتى في حالة القضيب الصغير الحجم، الذي لا يصل لعمق كبير. عند أنثى البشر، نظراً لتنسيق جهازها التناسلي، عندما تقف على قدميها، يتوجه مهبلها الى الامام ونحو الاسفل. في هذه الظروف، سيؤدي المشي إثر تلقي الحيوانات المنوية الذكرية مباشرة إلى خسارة قسم من الحيوانات المنوية، بسبب أثر الجاذبيّة الأرضية البسيط.
تطوّر المؤانسة (حُسن المعاشرة)
تطور نماذج التجمّع القرابيّ عند أشباه الإنسان
منذ 6 ملايين عام، سكنت آردي في حرش استوائيّ غنيّ بالاوراق والنباتات الطرية والفاكهة. ومن المُحتمل ان هؤلاء الاسلاف قد تجمعوا في مجموعات متعددة الزوجات مع ذكر مُسيطر وحيد، كوضع مشابه لما نجده عند تجمعات الغوريللا بيومنا هذا. لقد واجه نوع شبه الانسان، القرد الجنوبي العفاري، ظروفاً حياتيّة أقسى، فقد أكلوا أيّ شيء عثروا عليه، خصوصاً جذور النباتات وأشياء نباتية قاسية أخرى. أجبرهم المشي على القدمين وحصول تعديل في محيطهم البيئي على التجمّع بجماعات ذكور وإناث، بصيغة شبيهة بالحاصل عند الشمبانزي اليوم. تمكّن شبه الانسان العامل، بفضل حجم دماغه وقدرته على تحضير أدوات حجرية، من حلّ مشكلة الفقر بتأمين الغذاء عبر قيامه بالصيد. وُلِدَ صغارهم بحال يحتاج رعاية وحماية لمدة زمنية غير قصيرة، الأمر الذي شجّع التزاوج الأكثر استقرار، لكن ضمن جماعة من الذكور والإناث. واجه الانسان العاقل القديم المزوّد بالذكاء، القادر على تصنيع أسلحة فعّالة والسيطرة على النار، اختباراً قاسياً في العصور الجليدية. ساهمت رعاية الصغار بتقوية وتنشيط التعاون بين الذكر والأنثى. تعززت الثقة بالزوجين ضمن الجماعة او القبيلة. اكتشف الانسان العاقل الحديث الزراعة ورعاية الماشية اعتباراً من نهاية العصر الجليدي. أنشأ المدن وابتكر القوانين ووضع الأعراف الاجتماعية والدين. شرعن اقتران الذكر والانثى، عبر صيغ متنوعة وعبر الزواج على وجه الخصوص. تعززت الثقة بمفهوم العائلة.
الولادة المبكّرة عند البشر
عند ولادة الشمبانزي، إثر فترة حمل مدتها 32 اسبوع: يكون حجم دماغها معادل الى 33% من حجم دماغ الشمبانزي البالغ. تبيّن احفوريات شبه الانسان القرد الجنوبي الأفريقي؛ وفي حالة لوسي منذ 3 ملايين عام، أنها قد امتلكت شيئا شبيهاً بما تمتلكه الشمبانزي اليوم.
فيما لو تتبع الكائنات البشرية للقاعده العامة لعلم الحيوان، نسبة لمدّة الحمل وحجم الجسم، فإنّ مدة الحمل البشريّ يجب أن تبلغ 16 شهر، أي ما مجموعه 64 أسبوعاً. إضافة لان طفالنا، حال اتباعهم للقاعدة القائمة لدى باقي الرئيسيات، فسيولدون مع دماغ مساو لثلث حجم دماغ البالغ تقريباً. لكن وفق مُعطى حجم دماغ البالغ عندنا كبشر، فإنّ قياسات جمجمة الجنين كبيرة جداً، حوالي 500 سنتمتر مكعّب، وهذا ما يجعل الوضع (الولادة) مستحيلاً. تمثّل الحلّ الذي أوجده التطور في مجيء طفل مبكّر للحياة (سابق لأوانه)، ما قوله يأتي للحياة ككائن بنصف عملية تصنيع، مع دماغ بالكاد يشكّل حجمه 28% من حجم دماغ البالغ، وهو يحتاج لحقبة طويلة من الرعاية والاهتمام ما بعد الولادة، لأجل اتمام نموّه خارج الرحم.
العلاقة بين الرأس والوِرْكْ
الولادة المُنفردة لأنثى القرد
الحاجة الى العون في الولادة البشريّة
على الرغم من إمكان حدوث ولادة منفردة لأنثى البشر، لكن غالباً، يُفضّل حضور شخص يقوم بالتوليد. بسبب المشي على القدمين، تعرضت عظام الوِرْكْ لحصول تعديلات هامة نسبة لما حصل عند باقي الرئيسيات، وتشكّل قناة الولادة وضع زاويّ (من الزوايا أو الزاوية)، كما يشكّل الرحم زاوية مستقيمة مع المهبل. سيتوجب على الجنين القيام بسلسلة من الدورانات للرأس والاكتاف لاجل التقدّم خلال هذا المقطع المتعرّج. عند الولادة، يستند تاج رأس الطفل الى عانة الأم، يسمح هذا للأم برؤية الجزء الأسفل من رأس طفلها فقط. في هذه الوضعية، ففيما لو تحاول الأم ذاتها مساعدة ابنها بالخروج وولادته، يمكنها أن تسبّب الأذيّة للنخاع الشوكيّ نظراً للانحناء الكبير للعمود الفقري. كذلك، من الصعوبة بمكان فصل الأم لابنها عن الحبل السرّي، فيما لو ارتبط بالعُنق.
تطور عمر مرحلة سنّ انقطاع الطمث
لقد ازداد عمر مرحلة انقطاع الطمث (الشهير بسن اليأس .. وهي تسمية مأساويّة!) بسبب تحسّن ظروف الحياة. يُقدّر متوسط معدّل عمر السكان في النقطة التي فيها: يتقاطع خط افقي يوافق 50% من الباقين على قيد الحياة مع منحني البقاء على قيد الحياة. بحسب الخط البياني، تُقدّر قيمة متوسط حياة الانثى بحوالي 20 عام في مرحلة ما قبل التأريخ، 45 عاماً في العصور الوسطى و80 عاماً في يومنا هذا وفي المجتمعات المتقدمة. يتوقف متوسط معدّل عمر السكان على ظروف بيئيّة وأنماط الحياة، لهذا يتعدّل المتوسط، عندما يحصل تحسُّن في الظروف الاجتماعية والصحيّة والتغذوية.
أقصى مدّة حياة متوافقة مع العمر، التي يلامس منحني البقاء على قيد الحياة، فيها، المحور الافقي، ما يعني، عندما لا يوجد أيّ باقٍ على قيد الحياة.
يتوقف هذا المَعْلَمْ على الظرف الوراثيّ (الجيني) فقط، من المعتاد ان يميّز كل نوع حيّ ومن المُحتمل أنه لم يتغيّر بطول التاريخ في نوعنا العاقل.
يتضح في خطوط شاقولية الأعمار الافتراضية، التي قد مرّ بها عمر انقطاع الطمث في الحقب التاريخية المعتبرة، بالمقارنة مع ما هو حاصل بوقتنا الراهن. لقد أفادت الفترة القصوى للحياة البشرية بتغيّر عمر فترة الطمث، فالشيء الوحيد الذي قد تغيّر هو النسبة المئوية للإناث اللواتي وصلن لفترة انقطاع الطمث. في فترة ما قبل التاريخ 10%؛ في العصور الوسطى 30% و90% في الوقت الراهن.
التصميم التطوري لفترة انقطاع الطمث
آلية تطورية لأجل ظهور الجدّة
يوجد لدى أنثى البشر حالة تأخُّر بالنضج الجنسي مقارنة مع باقي إناث الرئيسيات: 10 سنوات عند أنثى الشمبانزي و15 عند أنثى البشر. تؤثّر هذه الخاصيّة العامة لنوعنا بمشاهد مختلفة من فيزيولوجيتنا: نحن نشكّل نوع حيّ ذو بلوغ بطيء (نُضج بطيء). على العكس من هذا، ففترات الخصوبة والتكاثر متشابهة لدى إناث الرئيسيات: حوالي 30 عام. الفارق الأهم في القضية التي تشغلنا: عند إناث الرئيسيات، تقترب الشيخوخة التكاثريّة من العمر الاقصى لها، حيث تتوقف عن الإباضة لمدة عامين قبل الموت. بينما عند أنثى البشر، يدوم توقف الخصوبة لحقبة طويلة بعد تكاثريّة، هي حقبة توقف الطمث. ربما أفضى عمل الانتقاء الطبيعي، هنا، إلى ظهور الجدّة، الذي لم يحدث بايقاف التكاثر عند الانثى بعمر مبكّر، بل بإطالة الحياة إثر توقّف الخصوبة.
مخاطر العلاج الهرموني البديل
يحتاج كثير من الاناث خلال فترة انقطاع الطمث لتلقي الاستروجين والبروجيسترون، لاجل تفادي وعلاج بعض التعقيدات الناجمة عن توقف الطمث. لكن لا يخلو هذا العلاج من المخاطر. فنسبة الآثار غير المرغوبة تزداد مع مدّة العلاج ومع عمر الانثى. تمتد فترات العلاج لاكثر من 5 اعوام، يُنصح بها فقط لتفادي أخطار كبيرة وفق معايير الطبيب الاختصاصي.
فوائد ومشاكل الاستروجين
تشكّل الاستروجينات الهرمونات الانثوية التي تقوم باتمام وظائف هامة بطول حياة الانثى، الى ان تتوقف قدرتها التكاثرية فُجائياً بالوصول الى مرحلة انقطاع الطمث. في ظروف الحياة البدائية، امتلكت الانثى، بطول حياتها الخصيبة، تركيزات خفيفة من الاستروجين، أقلّ مما لدى الانثى الحديثة، حيث أن الكثير من سنواتها الخصيبة قد مرّ دون الدورة الشهرية خلال فترات الحمل أو الإرضاع. عند الانثى الحديثة، التي تعيش في بلدان متقدمة والتي تتحكم بخصوبتها بوسائل عديدة، يتعرض جسمها لتركيزات عالية من الأستروجين خلال أكثر من 30 عام، مع بعض الانقطاعات القصيرة عند حدوث حالة حمل. فالرضاعة الامومية في مجتمعاتنا ليست حتمية. يمكن أن تؤدي الإطالة الصناعية لتلك المستويات المرتفعة من الأستروجين، إثر توقف الطمث، عبر ما يسمى العلاج الهرموني البديل، إلى حدوث بعض المشاكل الصحيّة. حيث يؤدي استعمال الاستروجين لنمو بعض أنواع السرطان، خصوصاً سرطان الرحم وسرطان الثدي. من جانب آخر، يحقق الأستروجين للمرأة، بحال توقف الطمث، فوائد صحية، مثل: تأخير فقدان الكالسيوم من العظام والوقاية من امراض قلبية وعائية، بين فوائد اخرى. يتوجب على كل أنثى، بحالة توقف الطمث، أن تراجع طبيبها لتقييم الفوائد والاخطار وفق حالتها التشخيصية، لتطبيق هذا العلاج البديل.
الأعضاء التناسلية لأنثى البشر ولأنثى القرد
عند إناث الرئيسيات، كباقي الحيوانات رباعية القوائم، ينفتح المهبل نحو الخلف، أسفل الفتحة الشرجية وأسفل الذيل بالضبط. يجري تحقيق الاقتران غالباً بالإيلاج الذكري من الخلف.
عند أنثى البشر وإناث اشباه الانسان، اعتباراً من نوع القرد الجنوبي العفاري، وبروز حالة الانتصاب والمشي على قدمين، حدث تعديل في تشريح الوِرْكْ وانتقلت الأعضاء التناسلية الداخلية للأنثى أي الرحم والمهبل. من تبعات هذا الانتقال: وقوع فتحة المهبل (الفَرْجْ) في الجهة الامامية. لقد سمح هذا بتحقيق الاقتران الأمامي؛ وهو شيء لا مثيل له في المملكة الحيوانية، حيث يمكن لكائنين حيين أن يمارسان التقبيل في الوقت الذي يتبادلان فيه الجينات.
عند أنثى البشر وإناث اشباه الانسان، اعتباراً من نوع القرد الجنوبي العفاري، وبروز حالة الانتصاب والمشي على قدمين، حدث تعديل في تشريح الوِرْكْ وانتقلت الأعضاء التناسلية الداخلية للأنثى أي الرحم والمهبل. من تبعات هذا الانتقال: وقوع فتحة المهبل (الفَرْجْ) في الجهة الامامية. لقد سمح هذا بتحقيق الاقتران الأمامي؛ وهو شيء لا مثيل له في المملكة الحيوانية، حيث يمكن لكائنين حيين أن يمارسان التقبيل في الوقت الذي يتبادلان فيه الجينات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق