Por Paul Kurtz1
Traducido por M. A. Paz y Miño
Hay sin duda muchas razones para la persistencia de los sistemas de creencias religiosas. Seguramente de gran significancia es su función moral. Porque incluso aunque la adoración al Dios Padre o lo trascendental invisible no haya sido derrotada por la modernidad, las instituciones religiosas retienen otra función principal. Ellas suministran un sistema de reglas y normas de conducta. Es verdad que miles de sectas y cultos han sido practicados por una amplia variedad de grupos socioculturales en el pasado. Es también verdad acerca de las grandes religiones históricas, las cuales nos proveen con los Diez Mandamientos, el Sermón de la Montaña, las Virtudes del Corán, el Sendero Budista de la Rectitud. En un último análisis, ¿provee la religión de un fundamento necesario para la moralidad? ¿Las reglas morales juegan un importante rol biogenético en la lucha por la sobrevivencia?
http://www.sindioses.org/examenreligiones/funcionmoral.html
يوجد الكثير من الأسباب لحضور أنظمة الإعتقاد الديني. سيما الوظيفة الأخلاقية. بالإضافة للحفاظ على عبادة الله الآب أو العالي الغير المرئي في عصر الحداثة، فستحتفظ المعاهد الدينية بوظيفة أخرى رئيسية هي التزويد بنظام قواعد وأنظمة سلوكية.
لا شكّ بأن آلاف الفرق والثقافات، قد طبقت تلك القواعد على شرائح واسعه من المجموعات الاجتماعية الثقافية في الماضي. فقد رأينا الأديان التاريخية الكبرى التي تزودنا بعشرات الرسل وموعظة الجبل وفضائل القرآن وطريق الصدق البوذي ...الخ.
في آخر المطاف، هل الدين ضرورة أساسية على المستوى الأخلاقي؟
هل تلعب القواعد الأخلاقية دوراً مهماً حيوياً في الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة؟
ألمح علماء الأحياء الاجتماعيين لأنه إن احتاجت مجموعات من البشر مواجهة المصائب، فهم يحتاجون لقواعد داخلية تحكم مسلكيتهم ولأنظمة أخلاقية ولبعض القيم المتكيفة، وهي متأصلة في الدين، فتعكس شعور بالواجب والخضوع.
الأديان ليست نظاماً بسيطاً للإعتقادات، حيث أنها تعرِّفُ طريقة حياة ويوجد فيها قواعد سلوك وتنظم صيغ عديدة له. تتحكم الأديان بالعلاقة بين الجنسين وتحديد أي سلوك جنسي مشروع أو آثم. وتطبق هذا، أيضاً، على بنية العائلة، حيث يرسم الدين العلاقات المناسبة للأب وللأم وللأبناء.
بنفس الطريقة، تؤثر الأديان على مؤسسات اجتماعية أخرى أعقد، فتدخل حقل المحظورات والرُهاب النفسي. تعتبر بعض الأفعال مثالاً للعفة والشرف، فتنال المكافآت في هذه الحياة كما في الحياة التالية.
فيما تعتبر غيرها خبيثة ولا يمكن السماح بها، ولها عقوبات متنوعة مثل الموت، الحرْم الكنسي، المنفى، عقوبات مادية، سجن أو حرمان من حقوق.
يرتبط المعنى الأصلي لمصطلح أخلاق بما هو قائم وبالتقاليد وبعادات الأشخاص الذين يعيشون ويعملون معاً. تخضع تلك المجموعات لذاك النظام الضابط جيداً للسلوك، جيل إثر جيل، دون الحاجة لابتكار قواعد جديدة لكل لحظة. بإمكانهم تعليم أبنائهم أخلاق الآباء، وهكذا يمكن تأكيد وجود تماسك ما وإعداد وحدة داخلية ضرورية لدوام الجماعة. هؤلاء الأفراد أو الجماعات، الذين لن يستطيعوا تطبيق الوصايا لن يكون بمقدورهم البقاء على قيد الحياة، ومن هنا، لن يتمكنوا من نقل ما لديهم لأجيال مستقبلية قادمة.
الأخلاقية، بهذا المعنى، بالإضافة لكونها تكيفية، فهي تكتسب عند اتحادها بالدين معنى العقوبة الإلهية. توجد مكافآت وتعويضات إلهية، ويزوّد الحب أو الخوف من الله بأسباب تنفيذ الواجبات والوظائف الأخلاقية. الأخلاق ليست من إعداد بشري بسيط، بل هي موحاة إلهياً. فقد حمل موسى رسل الله لأبناء اسرائيل من على طور سيناء.
يزود، هذا، بقاعده مقدسة لنظامه السياسي البطركي، والحق الإلهي بإدارته. إنه الوحدة بين الدين والأخلاقية والتي تدعم النظام الأخلاقي، إضافة لامتلاك الأخلاقية وظيفة عميقة إجتماعياً، فهي تزود بإطار عمل ورابطة اندماج تؤهل الجماعه لحفظ نفسها، وكذلك، حفظ وظائفها. فالكائنات البشرية حيوانات إجتماعية قادرة على البقاء على قيد الحياة خارج منظومة إجتماعية، لكن، تمتلك الأخلاقية وظيفة حيوية وراثية أيضاً.
كل هذا أساسي كي نفهم الدور التاريخي الإيجابي الذي يلعبه الدين. وإن يكن القانون الأخلاقي الديني قاسي، فهو يمد ببعض قواعد الاستقرار و النظام دوماً، ويجنِّبُ هذا السلوك الفوضوي. عبر الخضوع للصيغ التقليدية، يجري حفظ السلم الاجتماعي.
غالباً، في المجال الأخلاقي، لا يستقيم التساؤل بين السيء والجيد، الصحيح أو المخطيء، بل بين اثنين أو أكثر من الفضائل أو اللطائف، مما لا يمكننا امتلاك إثنين منهما، أو الأقل سوء من بين إثنين سيئين.
وإن يكن نظام متماسك مساعد على تعريف الحقوق والمسؤوليات، فقد يصل ليصير قمعي لا يوفر بشروحات ولا تعديلات تطبيقية ضرورية في بعض الأحيان، وهكذا، سيشكل هذا النظام عقبة أمام التقدم. هي نقطة ضعف، تتفاقم أكثر، عندما يحضر نظام تقليدي للأخلاق يحول دون ظهور أخلاقيات جديدة (أمر لا يمكن تجنبه في التاريخ الانساني). بحيث يُصعّب نزاع التنافس الأخلاقي التعامل مع التعهدات.
قديماً، وصّف اليونانيون القيم الأخلاقية لشعوب أخرى مثل "البربر"، وكذلك لمدن – الدولة الهيلينية حيث وجد تنوع واسع من العادات، كما يُلاحظ بالفرق بين القوانين الأخلاقية بين إسبارطة وأثينا. اصطدمت الحملات الصليبية المسيحية بالأفكار الأخلاقية الإسلامية. أطلع ماركو بولو، بوقت متأخر، أوروبا على فروق ثقافية غريبة من جنكيز خان والامبراطورية الصينية.
في نصنا هنا، حيث تصل الاخلاقية التقليدية غالباً لتُشكّل عقبة أمام التقدم وفهم الإنسان خاصة، إن يكن رعوي، تعصبي قومي، إثني أو وطني. هو السيف القاضي بالصحيح وغير الصحيح. الفروقات في الأخلاقية هي نتائج للحرب والغزو لدى محاولة جماعة فرض طريقتها بالحياة على جماعة أخرى، كما فعل الاسكندر الكبير عندما غزا بلاد فارس.
يجب أن تظهر منظومة قوانين، بالنهاية، لحل الخلافات بين الشعوب، أو تعريف صيغ واقعية من السلوك يُسمَحُ له شرعاً، وتحديد ما هو شرعي وما هو غير شرعي وتقوية قانون الحياة عبر السلطة أو منظومة الحُكم.
بمرور الزمن، وجب على الأديان القبلية التحوُّل لتصير كونية أكثر، كما فعلت المسيحية باليهودية لتحويلها من دين قومي لرسالة كونية لكل البشر، وكما فعل الاسلام، في وقت لاحق، حيث حاول فرض أخلاقياته وقوانينه ضمن بقعة جغرافية واسعة من خلال الغزو.
بالعودة للموضوع الحيوي الوراثي في هذا النص، نطرح السؤال:
هل تؤثر المؤسسات الدينية في مجرى تطورها؟
يبدو رد تابعي الأديان الكبرى هو نعم، فهم من يحددون من سيستطيع الانتاج ولماذا. ولو أن تزايد القواعد متنوع. يوجد قواعد تحكم الوأد والاجهاض؛ قديماً، مارست المجتمعات اليونانية الوأد ولو أن المسيحيين والمسلمين قد عارضوه وتصدوا له بوقت لاحق.
على نحو مماثل، في المجتمعات اليهودية والاسلامية، فقد مات بعض الأطفال جراء استعمال سكين الختان من قبل الحاخام أو الشيخ. تطبق بعض الأديان طقوس التفقيه أو مراسم البلوغ. يُثني بعضها على العزوبية، العفة والعذرية، يتساهل غيرها أكثر بالسماح بحرية جنسية. وصلت المجتمعات اليهودية والمسيحية لتطبق نظام الزواج الأحادي، فيما يطبق المسلمون نظام تعدد الزوجات.
طبّق الكهنة الكاتوليك والبوذيون مبدأ العزوبية، لكن تزوج رجال الدين اليهود والمسلمين والبروتستانت وأنجبوا وضاعفوا عدد أبناءهم.
توجد قواعد تحكم الطلاق والزواج. ظهرت تشريعات بشكل صدفوي أو متطفر، كمثال، حين لاحظ محمد موت كثير من جنوده في معاركه، فكَّرَ بأنه من الأفضل بتلك الحالة للرجل بأن يتزوّج من أكثر من إمرأة. فتعتبر الحاجة للإهتمام بالأرامل والأيتام رواية ثابتة في القرآن.
امتلكت تلك الوصايا تأثيراً سببياً لا يمكن تجنبه طال إستراتيجيات متعدده وأوجدها الأشخاص بإستقلالية عن التكيف مع البيئة. تأثيرات عميقة مشابهة حول السلوك، تستعمل بطرق أخرى:
يغسل الهندوس أمواتهم في نهر الغانج وتُتْرَك الجثث هناك، بلا شك، سبَّبَ هذا الأمر ظهور الكثير من الأمراض المعدية.
تحمّل الحجاج المسلمون لمكة مشقة السفر، فتعرضوا للإصابة بأمراض كمرض الكوليرا خلال الطريق.
يقبّل المسيحيون في القداس المصلوب ذاته ويشربون من نفس كأس النبيذ، هكذا، انتقلت الأمراض المعدية.
تبنى بعض الأديان عنصراً جبرياً تجاه المرض والألم، مما ساهم بمنع أو إضعاف الجهود العلمية الطبية لاكتشاف العلاجات على مدى زمني طويل.
خلال زمن طويل، وُجدت أديان قد منعت تشريح الجثث. لهذا، توجد قوى غير واعية وغير عاقلة تشوش على الإنتقاء الطبيعي.
يصعبُ تأكيد تأثير هذا بتطوير إستعدادات وراثية بناءاً على تلك الحزمة الواسعة من التطبيقات أو الممارسات.
ومع ذلك، لاحظ إرنست فان دن هاغ أنه من المحتمل حضور مؤثرات متضادة في مجموعة الصيغ المنظمة للزواج والسكان والذخر الوراثي؛ اجتهد بعض الكهنة الكاتوليك ودرسوا في أديرة، عاشوا حالة عزوبية، من هنا، لم يستطيعوا توريث موهبتهم الثقافية لأجيال مستقبلية. بينما أسس حاخامات اليهود والأكاديميون التلموديون في بولونيا وروسيا عائلات كبيرة. بشكل مشابه، يحضر الحرم الديني اليهودي ضد الزواج من خارج الجماعه، والذي يمكن أن يحتوي إتجاه إستعدادات وراثية سلبية كعارض مرض تاي ساكس.
يوجد موضوع آخر للنقاش، هل بمقدور الأفراد التحرُّر من القواعد الأخلاقية الصارمة التي تحكم الجماعة أو لا؟.
يبدو أنه قد ظهر تطوراً إيجابياً إضافياً قد جرى في التاريخ الانساني، وتمثل بإنفصال أخلاق الدين عن العادات الأخلاقية، إضافة لظهور جهود مستقلة لترسيخ الأخلاق كحقل مستقل بذاته عبر بحث مؤسس على العقل بشكل كلي، متحرّر من العقوبات الدينية.
الصوفيون اليونانيون، هم من جعلوا ذاك التطور ممكناً.
في الأسفار من مدينة – دولة لمدينة – دولة، تأثّروا بنسبية المسلكية الأخلاقية.
عبد الرجال والنساء أوثاناً مختلفةً، وقد طبقوا قيماً أخلاقية مختلفة، وقد أخذ معلِّمو الطرق في حسبانهم تلك التنوعات وقد رفضوها كلها.
فقد رأى تراسيماكو، كاليكليس، غورغياس، بروتاغوراس وغيرهم أن تلك القيم نسبية، بالنسبة للمجتمع، وتبنتها النخبة الإجتماعية لتحقيق مصالحها.
من هنا، وصل الصوفيون المُتشككون وغير المحتشمين في مقاربة المطلقات. بالمقابل، طبقوا مصلحتهم الخاصة، فن الحصول على النجاح والسير للأمام (بشكل رئيسي، كما يفعل الأصدقاء أو عبر التأثير في الناس). بحث كلّ من سقراط وأفلاطون عن استقرار حقل أخلاقي خارج كل تنافس، واحد لا يتأسس بالاتفاق، فقط، بل يمتلك عمق ما في القوانين الطبيعية. هم أيضاً، قد بحثوا مسألة إماطة اللثام عن الأساطير الهوميروسية – كما يفعل سقراط وأدامانتو في كتاب الجمهورية – باعتبارها قاعدة غير مناسبة ومنافقة للسلوك الأخلاقي. هل كانت تلك الأخلاق المثالية – طيبة، عفة، جمال، الحقيقة، العدالة – ضمن طبيعة الأشياء، كما فكَّرَ سقراط؟ وهل باستطاعتها تمثيل دور الدليل أو المُوجِّه للسلوك؟
نشر أريسطو في كتابه "علم الأخلاق - إلى نيقوماخوس" بحث تجريبي مؤسس على العقل العملي.
ما هو الخير؟ تساءل، وكيف يمكننا عيش حياة خيِّرة؟ عرض طريقة مطابقة للعقل، تتوخى تحسين الطبيعه البشرية وتحقيق وجودنا بالقوة وامتلاك مقياس ما للجودة، الشرف، السعادة أو الهناء.
أثبت الفلاسفة، منذ ذلك الوقت، بأن الأخلاق يمكن أن تتأسس على العقل. لا تحتاج للخضوع للأخلاقية التقليدية أو للمذهب الديني.
هكذا، إن امتلكت القوانين الأخلاقية في بداياتها وظيفة اجتماعية، فلإنها جزء من طبيعة الكائن البشري، وإن توجب عليه العيش في جماعة والبقاء على قيد الحياة، فلن يحتاج لعقوبة إلهية ليصير كاملاً أو لكي يعمل الكمال.
بحث البشر الحديثون، اعتباراً من تلك النقطة، استقرار شروط الحياة الجيدة بأساسيات عقلية ومحاكمة المسلكيات الأخلاقية بتعاقباتها المسلكية على مستويي الخير والشر. وهو أمر جيّد، إن زاد السعاده الانسانية وقلَّلَ الألم، وسيء، إن يحصل العكس. بالإضافة لوجود صيغ للعدالة، والتي يمكن تبريرها بشكل مستقل عن أي مختص أساسي باللاهوت، كما بيّن كانط.
يملك الوعي الأخلاقي منابعه الخاصة:
ستزوّد القدوة والإيثار، بأسباب إضافية، لأجل السلوك الأخلاقي.
لا يوجد شك بأن أنظمة الإعتقاد الدينية، قد امتلكت وظيفة أخلاقية وإجتماعية في الماضي؛ لكن، تجاوزت الإنسانية تلك الحاجة أو الحالة.
من مسهِّلْ، أولي، للمسلكية الأخلاقية، انتقل الدين إلى تشكيل عائق أو عقبة.
من الضروري القيام بتحقيق إعادة صياغة أخلاقية وتطبيق الذكاء النقدي لحل المشكلات البشرية.
مُلاحظات
ملاحظة 1 : بول كورتز هو استاذ متقاعد للفلسفة بجامعة نيويورك الحكومية في بوفالو، مؤسس مجمع لأجل إنسانية علمانية ومحرر في رئاسة مجلة شكوكيّة هي فري انكيري. كورتز، كتب العديد من الكتب، من بينها "دفاعٌ عن العقل" أبحاث في أنسنة العلمانية والارتيابية، العيش بلا دين.
ملاحظة 2 : نُشِرَ هذا المقال، لأول مرة، في المجلة الفلسفية البيروانية.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
الأخلاق بحسب المدرستين الأبيقورية والرواقية
الرئيسيّات والفلاسفة: تطوُّر الأخلاق من القرد إلى الإنسان
هل تكون المباديء الأخلاقيّة: نتاج للإنتقاء الطبيعيّ ؟
تأتي أخلاقيّات الإنسان من القرود
يكون الوضع الاقتصادي، أحياناً، ثمرة للفقر الأخلاقي - ماريو ألونسو بيج
بحثاً عن نظام اخلاقيّ عند الأطفال الرُضّع
أخلاق الإتجاه الإنسانيّ العلمانيّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق