“Todo
lo moralmente justo deriva de una de estas cuatro fuentes: la percepción plena
o la deducción inteligente de lo que es cierto, la preservación de una sociedad
organizada donde cada hombre reciba lo que merece y todas las obligaciones sean
fielmente cumplidas, la grandeza y la fuerza de un espíritu noble e invencible,
o el orden y la moderación en todo lo dicho y hecho, es decir, la templanza y
el dominio de uno mismo”. —Cicerón
¿Ha considerado
alguna vez qué pensaría un pastor de ovejas del siglo primero si le fuera
posible vivir en nuestro tiempo? Qué pensaría de obtener agua potable en casa
girando una palanca, de curar enfermedades terribles inyectando un líquido, de
viajar mucho más rápido que un caballo o más alto que un águila, de armas
capaces de destruir millones de personas en un instante, de recibir órganos de
repuesto cuando fallan los propios, de obtener en segundos toda la información
que queramos en un recuadro luminoso y colorido?
" يأتي كلّ ما هو صائب أخلاقيّاً
من المصادر الأربعة التالية: التصوُّر الشامل أو الاستنتاج الذكي لما هو صائب،
المحافظة على مجتمع مُنظّم يأخذ فيه كل عضو ما يستحقه ويقوم بكل ما عليه من
واجبات، العظمة والقوّة لروح نبيلة لا تُغلّبْ أو الأمر والاعتدال في كل قول وفعل،
ما يعني القناعة وضبط النفس".
هل إنشغلت يوماً بالرغبة بمعرفة، ما
يمكن أن يفكّر به راعي أغنام، عاش في القرن
الأوّل الميلادي:
فيما لو يمكنه العيش معنا
اليوم؟
ماذا سيقول بخصوص: الحصول على مياه
صالحة للشرب في المنزل بمجرد فتح صنبور، شفاء أمراض خطيرة جرّاء حقن سائل ما،
السفر بزمن يفوق زمن سير الحصان أو بإرتفاع أعلى من إرتفاع نسر، وجود أسلحة يمكنها
القضاء على ملايين الأشخاص بلحظة، تركيب أعضاء عندما تفشل الأعضاء الأصلية، الحصول
بثواني على كل المعلومة التي نريدها في لوحة مضيئة وملوّنة؟
هل تجعله، فجوة الألفي عام هذه، يرانا
ككائنات ساحرة ذات قدرات فوق طبيعيّة يصعب عليه فهمها؟.
حتى بالنسبة لنا، فمن
الصعب فهم عدم حدوث إنقراضنا، حين عاش أسلافنا بظلّ ظروف قاسية كثيرة. وصلت
الإنسانية إثر مرور 1000 عام من الركود حتى القرون الوسطى إلى وعي متزايد للحاجة
إلى التعايش السليم والتعاضد والتضامن مع آلام الآخرين.
وخلافاً لما يمكن
التفكير فيه، إعتباراً من وجهة نظر دينية، فإنّ مبادئنا الأخلاقيّة ذات مكونات
تطوريّة وإجتماعيّة قويّة:
تعكس توافقات "روح الحقبة".
وكأمثلة على
هذا، لدينا قوانين أشوكا الأخلاقيّة في الهند، قوانين
حمورابي في بابل، قوانين ليكرغوس في أسبرطة أو قوانين سولون في أثينا، وهي قوانين سادت بوقتها ضمن
حضارات متطورة، لكن بمرور الوقت، ثبت خطؤها في فهم الطبيعه البشرية، وبالنهاية، جرى
إقصاؤها.
من خلال متابعة حثيثة
لتطوُّر السلوك البيولوجيّ الإجتماعي:
نجد أنّ ما يجري إعتباره مزايا الأخلاق
الحصريّة بالبشر (أخلاق بشرية)، مثل:
المعاملة بالمثل، الأنظمة الإجتماعية، التصالح، التشاعر
والبحث عن السلام، ما هي إلّا أخلاق يمكن ملاحظتها عند كثير من الحيوانات
القطيعيّة كالشمبانزي والدلافين.
حيث يطرح فرانس دي فال في كتابه
"الرئيسيّات والفلاسفة" فكرة تقول:
إضطرت كل الحيوانات الإجتماعية لتحديد أو تعديل سلوكياتها بصيغ مختلفة لأجل
تأمين التعايش والبقاء على قيد الحياة. لقد ورثنا تلك المحددات والسلوكيات من
أسلافنا أشباه البشر، وهي، بالوقت الراهن، جزء من مجموعة من المواقف:
التي تمّ
تشكيل الأخلاق البشرية من خلالها.
بين المواقف
الأهمّ الموروثة من أسلافنا:
إمتلاكنا الثقة غير القابلة للتغيير، خلال طفولتنا، بكل
ما يقوله آباؤنا أو مربونا لنا بالعموم، حيث يوفِّر هذا فائدة إنتقائيّة بمواجهة
مخاطر قد تتواجد في بيئتنا. فبمواجهة مواقف حرجة، يمكن للطفل إختبار الأخطار التي يتوجّب
أخذها بالحسبان من قبل الآباء، ولهذا، نتعلم بأنّ السكاكين تجرح، السيارات
تدهس، وفيما لو نقع على درج المنزل قد ينكسر عظم ما فينا. بلحظة ما، يقبل الطفل
دون أيّ مساءلة:
ما ينقله الأب من "معرفته المفيدة" حول ما هو مفيد
وما هو ضار، حول كيفية التصرُّف وفقاً لما هو مقبول إجتماعياً، لكن، كذلك، ينقل
الآباء له تحيزاتهم (أحكامهم المُسبقة)،
التابوات والأخطاء (المفاهيم الخاطئة).
بهذه الصيغة، جرى تصنيع إحتياجات
زائفة في عقل الطفل الضعيف من ناحية إستخدام المنطق وإجراء المحاكمة الذهنية:
كوجود كائنات ساحرة مثل بابا نويل، الملائكة التي تحمينا، حياة بعد الموت والعقاب
بالنار الخالدة، حيث جرى قبولها بعيداً عن الأدلة، مع برهان "أنّ أشياء
مؤكّدة لا تحتاج أيّ نوع من التبرير أو التعليل".
لدى بلوغ هذا الطفل،
سينقل هذه "المعرفة المفيدة" بدوره للجيل اللاحق، وبهذا، يعزِّز مفاهيم سهلة الدحض، لكنها، صعبة الإجتثاث!!
على مدار قرون، جرى
تقديم الفكرة القائلة بأنّ أنظمتنا الأخلاقيّة تجد صداها في كائن علويّ متفوِّق
كامل، أبٌ، صديقٌ يمكنه فعل أي شيء ويعرف كل شيء، يستمع لنا ويحمينا، وبدونه، سنضيع لأننا كائنات مسكونة بالنقص. سيخدم، هذا الأفق بأفكارنا الطفوليّة، الطبقات الكهنوتيّة
بصورة رئيسيّة، حيث يقومون بالترتيب والتفسير لمختلف الإشارات السماوية، يستقبلون
فهمهم بوصفه وحي، لكنهم شجّعوا ببعض الأحوال،
وعلى مدار قرون، على إرتكاب الجرائم وتعزيز الجهل.
خرجت من داخل الجماعات
المتدينة شخصيات غير راضية عن الحقيقة التي يدعيها الوحي، إضافة لعدم رضاها عن
التناقضات القائمة بعقائد تلك الجماعات الدينية،
فقرّروا إستخدام قدراتهم الذهنية لحلّ ومواجهة أمور عديدة مُقلقة حول الكون
والحياة. غاليلة، نيوتن وداروين، إضافة لآخرين غيرهم، هم أشخاص متدينون
بالنسبة للكثيرين، وعبر بضع خطوات قليلة يُحسدون عليها، قد ساهموا بتكوين الجسم
المعرفيّ، الذي قاد في آخر 500 عام لتحقيق الكثير من التقدُّم في حياتنا الحديثة.
نظام التصويب الذاتي للعلم
أمر حيوي، يسمح بالتقدُّم وإقصاء كل ما يجري دحضه بالأدلة، حتى لو جرى إعتباره
صحيحاً بلحظة ما. فالآن، نفهم بثقة كبيرة ووضوح شديد ودون بذل كثير من الجهود:
بأنّ
الأرض ليست مسطّحة، وأنّه لا يمكننا المشي على المياه!
وأنّ الفروقات الشكلية بين الأشخاص لا تعني وجود الأدنى والأرقى؛ أنّ ولادة
العذراء مستحيلة فيزيولوجياً.
في المستقبل، قد تسمح إكتشافات جديدة بفهم ظواهر
الطبيعة، التي يعتبرها البعض حتى الآن سحرية أو يسببها كائن علويّ لا مُبالٍ.
إن يكن الشخص منطقيّ ويفهم
عمل محيطه، فلا يعني بأنّه قد فقد إنسانيته.
بغضّ النظر عن الإعتقاد الديني، وعن
مستوى التعليم أو الثقافة، فجميعنا قد إختبرنا مشاعر كالحبّ، النشوة، الأمل أو
الإعجاب، وكذلك، شعرنا بأمور مأساويّة كالحزن أو الألم. يمكن لهذا المستوى
الروحانيّ توجيه سلوكنا في المجتمع، أحياناً، لكن، بالتأكيد، لن يتمكّن من تفسير
طبيعة الواقع.
وقد برزت التجربة الأخلاقيّة المسماة
"معضلة الترامواي رقم 4" والتي يمكن إيجازها بالتالي:
يمشي ترامواي خارج السيطرة في طريق.
في طريقه أي على سكّته، ربط فيلسوف شرّير 5 أشخاص. لحسن الحظّ، يمكن تغيير مسار
الترامواي إلى طريق آخر من خلال كبس زرّ، لكن لسوء الحظّ، يوجد شخص مربوط أيضاً
هناك، فهل يتوجب ضغط الزرّ وتغيير المسار؟
وافقت غالبيّة الاشخاص
المطلقة، ممن سمعوا القصّة، على السماح بكبس الزرّ. على الرغم من تردُّد المُؤمنين ذوي التكوين الأخلاقيّ الدينيّ في كبس الزرّ، إلاّ أنّ غالبيتهم العظمى رأت
بأنّ هذا الخيار، على المستوى الأخلاقي، هو الأفضل (حيث يُسفر الخيار الآخر
عن قتل 5 أشخاص). تتكرّر هذه النتيجة بشكل ثابت، وبصورة مستقلة عن الثقافة، مستوى
التعليم أو الإعتقاد الديني. هو مؤشِّر لما يمكن إعتباره نموذج أخلاقيّ أدنى:
ليس ضرورياً فيه حضور الآلهة المُتدخِّلة بسلوكياتنا.
لا يمكن تنظيم سلوكنا الإجتماعي عبر
نظرية النسبيّة العامة أو قوانين الترموديناميك، فمن الرعونة التفكير بأنّه يمكن إستخدام العلم والعقل كنظام أخلاقي مناسب، لكن، كما رأينا، فهي توفِّر لنا أدوات تعرفنا على أنفسنا
بصورة أفضل، نفهم مواقفنا، نرى بوضوح ودون أحكام
مُسبقة، نتزوّد بمباديء أخلاقيّة موضوعيّة جديدة يمكن تقييمها على ضوء قدرتها على تحسين أحوال المجتمع.
لدينا تقدُّم ملموس بهذا الإتجاه
مقارنة بحقب الإيمان الأعمى المسيطر وغير القابل للمساءلة، لقد تطورت حرياتنا بصورة معقولة ومعتدلة وتخضع لأنظمة أخلاقيّة شاملة، تقوم
بتنظيم السلوك البشريّ الأرضيّ والراهن، دون تأمُّلات في القيم الصوفيّة الفوق
طبيعيّة.
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
الأخلاق بحسب المدرستين الأبيقورية والرواقية
الرئيسيّات والفلاسفة: تطوُّر الأخلاق من القرد إلى الإنسان
هل تكون المباديء الأخلاقيّة: نتاج للإنتقاء الطبيعيّ ؟
تأتي أخلاقيّات الإنسان من القرود
يكون الوضع الاقتصادي، أحياناً، ثمرة للفقر الأخلاقي - ماريو ألونسو بيج
بحثاً عن نظام اخلاقيّ عند الأطفال الرُضّع
الوظيفة الأخلاقية للدين بقلم بول كورتز
أخلاق الإتجاه الإنسانيّ العلمانيّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق