Entre las filosofías griegas cabe destacar las corrientes desarrolladas por Pitágoras, Platón, Aristóteles, Epicuro, Zenón de Citio, Diógenes de Sinope, Pirrón de Elis… Sólo referiremos dos de ellas (1).Epicuro de Samos (341-270 AEC) fundó en Atenas (en 306 AEC) una célebre escuela. Aceptando el atomismo de Demócrito y Leucipo, desarrolló una filosofía casi atea y centrada en la felicidad del hombre.Éste ha de adoptar aquellas conductas que traigan el máximo placer (entendido como satisfacción) y reduzcan en lo posible el dolor. Es preciso conocer de qué modo podemos obtener el máximo de satisfacción hasta lograr la plenitud (o ataraxia).El camino a seguir no es tan evidente: no basta seguir las apariencias ni centrarse en la satisfacción de los instintos. Si morir de hambre por falta de alimento es doloroso, también lo es comer hasta indigestarse o, en general, incurrir en vicios o adicciones.El máximo de placer se logra viviendo con moderación y disfrutando sin temores infundados de todas las alegrías de la vida, incluyendo los numerosos placeres del espíritu: del saber, de mejorar el discurso, de las emociones de la amistad y el afecto… Estos placeres, en opinión de Epicuro, eran mayores y más deseables que los corpóreos.La escuela estoica fue fundada, también en Atenas, por Zenón de Citio (Chipre), contemporáneo de Epicuro. Zenón enseñaba en la plaza del mercado, bajo un pórtico pintado («Stoa poikile») con escenas de la guerra de Troya.El estoicismo (nombre derivado de “Stoa”) admitía la existencia de un Dios supremo y parece haberse encaminado hacia el monoteísmo; aunque, de hecho, los estoicos se adaptaron a las prácticas religiosas predominantes.El estoico coincide en la necesidad de evitar el dolor, pero por un camino diferente al epicúreo y en cierto modo próximo al de la escuela cínica. No considera que optar por el placer sea el mejor camino, porque no siempre se puede conseguir éste, o no la satisfacción plena que anhelamos.
Epicureanism and Stoicism: Lessons, Similarities and Differences
Stoic and Epicurean: A Post-War Commentary
يبرز بين الفلسفات اليونانية تيارات طورها كلّ من فيثاغورث، أفلاطون، أرسطو، أبيقور، زينون الكيتيومي (نسبة إلى كيتيوم، وهو اسم مستعمرة فينيقية في قبرص)، ديوجانس وبيرون .. سنتطرق إلى طروحات إثنين منهم1 فقط فيما يلي.
أبيقور (341 – 270 قبل الميلاد): أسس في أثينا (العام 306 قبل الميلاد) مدرسة مهمة. اتفق مع طروحات المذهب الذري (مذهب الجوهر الفرد أو الجزء الذي لا يتجزأ)، التي تعود إلى ديموقريطس وليوكيبوس، وتمكن من تطوير فلسفة إلحادية تقريباً وتتركز حول سعادة الإنسان، فكان يجب على الإنسان تبني كل المسلكيات التي تجلب له أقصى متعة (يمكن فهمها كإشباع ورضى) وتخفف الآلام قدر المستطاع. من المهم معرفة كيفية تحصيل الرضى الأكبر حتى تحقيق السلام الداخلي.
يمكن الوصول إلى المتعة الأعظم من خلال العيش بتواضع والإستمتاع دون مخاوف لا مبرر لها بكل مباهج الحياة، بما فيها المتع الروحية العديدة، مثل:
المعرفة، تحسين الخطاب، مشاعر الصداقة والتأثر.
بحسب أبيقور، تلك المتع، هي متع كبرى ومرغوبة أكثر من المتع الجسدية.
أسس المدرسة الرواقية، في أثينا كذلك، الفيلسوف زينون الكيتيومي، المعاصر لأبيقور، علَّم زينون في ساحة السوق، تحت رواق مرسوم عليه مشاهد من حرب طرواده.
قبلت الفلسفة الرواقية بوجود إله أعلى، ويبدو أنها سارت في طريق التوحيد الإلهي؛ على الرغم من تبني الرواقيين للممارسات الدينية السائدة في وقتهم.
تؤيد الرواقية الحاجة إلى تفادي الآلام، لكن من خلال طريق مختلف عن طريق الفلسفة الأبيقورية وقريب من طريق المدرسة السينيكة أو الكلبية.
فلم يعتبر زينون أن الرهان على المتعة هو الطريق الأفضل، لأننا لا نتمكن من تحقيق هذا الأمر دوماً، أو لا نصل إلى الرضى الكامل الذي نتوق إليه.
لا تُشبع المتعة، ويظهر، في الحال، ألم مرافق لإنقضائها. في الواقع، يبدو عدم تفهُّم هذا النوع من الخبرات، التي لا يمكن تفاديها، كتفضيل للمعاناة والألم. يمكن أن يتلاشى الغنى، أن تتدهور الصحة وأن يموت الحبّ. تقوم الصيغة الآمنة الوحيدة لعيش حياة رغيدة "على التموضع بعيداً عن المتعة وعن الألم"؛ يجب أن تتحضر كي لا تصبح عبداً للشهوة أو للخوف، تعامل مع السعاده ومع البؤس بعدم إكتراث.
إن لا ترغب بشيء، فلن تخشى فقدان أيّ شيء.
فكل ما هو مهم داخل الشخص.
إن نكن أسياد أنفسنا، لن نصبح عبيداً لأحد.
فيما لو نعيش حياة مضبوطة بقانون أخلاقي صارم، فلا داعي للخوف من اتخاذ قرارات يومية صعبة.
حتى يومنا هذا، تعني كلمة "رواقي": "عدم الاكتراث بالمتعة وبالألم"2 .
إنّ قسماً غير قليل مما يعتبر أخلاق مسيحية، يجد أصله في الأخلاق الرواقية لا في مواعظ يسوع التي نقلها تلاميذه.
رغم عدم إمتلاك الرواقية لشعبية كالأبيقورية، آمن بعض الرومان بالرواقية لأنهم رؤوا فيها فضائل روما القديمة كالإجتهاد، الشجاعة، الوفاء، الحزم والإحساس بالواجب، ولهذا، لاقت نجاحاً كبيراً.
لم تطلب تلك الفلسفات الإلتزام بإيمان محدد، واعتبر كثير من الرواقيين أن الرواقية تملك شبه برؤى أخرى، بينها رؤى دينية حتى، مثل عبادة الآلهة التقليدية أو الدخول في حركات دينية سرية، كان لها شعبيتها جرّاء إعترافها بمرارة الواقع ووعدها بحياة أفضل بعد الموت، كمكافأة على تحمل هذه الحياة "البائسة".
خلقت الطقوس الإحتفالية جوّاً، قد حرك المشاعر؛ ووحدت المشاركين بروابط الأخوة، وسمحت للمبتدئين بالولادة من جديد "مُخلَّصين" ومتطهرين من الذنب والبقاء على قيد الحياة بعد الموت. أعطت معنى للحياة، جعلت الناس تشعر بحرارة التوحُّد مع آخرين بهدف مشترك وأكدت بأن الموت لا يشكّل النهاية، بل بوابة العبور نحو حياة أفضل بكثير.
أشهر الفرق الدينية السرية اليونانية، تلك التي تواجد أتباعها في منطقة إليوسيس على بعد عدّة كيلومترات من أثينا.
تأسست عقائدها على أسطورة ديميتريس وبيرسيفوني اليونانية. جرى اقتيادها إلى هاديس أو العالم السفلي، ثم أعادوها؛ وأشار هذا الأمر إلى فكرة موت الخضرة خلال الخريف وإعادة الولادة في الربيع وعودة الخضرة من جديد، وكذلك، إلى موت الإنسان المتبوع بولادته من جديد بشكل إعجازي. كذلك، حدث هذا الأمر مع أروفيوس، الذي هبط إلى العالم السفلي أو الهاديس ثم ظهر من جديد.
حتى بعد تقهقر السلطة السياسية اليونانية، احتفظت الأديان السرية بأهميتها، حيث تحولت إلى موضة خلال الحقبة الرومانية (بما فيها زمن الإمبراطورية)، سواء كانت مدارس أفلاطونية أو رواقية أو أبيقورية أو عبادات عديدة سرية ومذهب عرفان قيد النشوء. ويتوجب علينا أن نضيف إلى ما سبق الهجمة المسيحية على ساحة المعتقدات. التي تمكنت بمرونة واضحة وروح كونية من تبني غاياتها الخاصة من الفلسفة اليونانية والعادات الوثنية3 .
لا حاجة بنا لذكر مزيد من المدارس والثقافات والشعوب أو الجماعات البشرية، كي نثبت كيفية ظهور الأخلاق وتجذرها بصورة مشابهة بأيّ مكان. فرغم وجود إصدارات متنوعة منها، توجد تحت سطحها لغة مشتركة وبديهيات شبيهة ومثاليات إجتماعية متشابهة جداً، إن تكيفت جيداً مع كل وضع.
في النهاية، تشكل الأخلاق سمة مميزة للبشر. وآن الأوان لمعرفة إن يتقاسم أقرباؤنا الأكثر قرباً معنا تلك السمة أو شيء شبيه بها.
هوامش
1. عظيموف، إسحق: الامبراطورية الرومانية، دار أليانثل للنشر، 1967، 1981، ..، 1999، ص 33-36.
2. ذات المصدر السابق، ص 34.
3. ذات المصدر السابق، ص 38
تعليق فينيق ترجمة
لا شكّ أن القواسم المُشتركة بين المدرستين واضحة، بل هي أهم بكثير من الخلافات:
طلب السعادة وتجنب الآلام .. وهي طروحات عرفها الفينيقيُّون قبل اليونانيين بكثير، بل هم من أثروا فيهم في هذا المنحى؛ كذلك، تُعتبر هذه الطروحات مؤسسة لما يُعرَفُ اليوم بمفهوم Mindfulness بالإضافة لطروحات مركزية في علم النفس المعرفي الإدراكي
وشكراً جزيلاً
قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة
الرئيسيّات والفلاسفة: تطوُّر الأخلاق من القرد إلى الإنسان
هل تكون المباديء الأخلاقيّة: نتاج للإنتقاء الطبيعيّ ؟
تأتي أخلاقيّات الإنسان من القرود
يكون الوضع الاقتصادي، أحياناً، ثمرة للفقر الأخلاقي - ماريو ألونسو بيج
بحثاً عن نظام اخلاقيّ عند الأطفال الرُضّع
الوظيفة الأخلاقية للدين بقلم بول كورتز
أخلاق الإتجاه الإنسانيّ العلمانيّ
المشهد الأخلاقيّ: التفكير في القيم البشريّة وفق مُصطلحات كونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق