بقلم:
مُلحِدْ مصيافيّ مُندسّ
ملحوظة: جرى
نشر هذا المقال في موقع "المندسة السورية" عام 2012 ونُعيد نشره لأهميته
وتأكيد انتباه كثيرين من ثوّار سوريّة للدور السعودي الذي لا يمكن أن يدعم ثورة
شعبية، بل يمكن أن يعمل على القضاء عليها من خلال دعم عنف مافيا الاسد (نشرت الصحافة مؤخراً معلومات تُفيد باتصال الملك السعودي
المقبور عبد الله بالإرهابي بشار في بداية الثورة وطلب إبادة الثوار السلميين)
وإنشاء تنظيمات إرهابية متعددة التسميات لم يكن لها سوى هدف وحيد:
القضاء على الثورة السلمية وتحويلها لصراع مسلح، رأينا
إلى أين انتهى حتى الآن!
تُشبه تصريحات
المسؤولين السعوديين المؤيدة للثورة السورية والمناهضة لمافيا الاسد تصريحات مافيا
الاسد المناهضة لأميركا واسرائيل:
يعني حكي قدّ ما
بدّك فيه .. والحكي ما عليه جُمْرُكْ!
المقال
هذا المقال
موجّه بالدرجة الأولى لكل محسوب على الثورة السورية ويأتمر بأوامر سعودية بناء على
دعم ماليّ وغيره. وهو محاولة لفت انتباه أولئك لواقع تركيبة آل سعود واستحالة
دعمهم " لثورة شعبية تهدف للكرامة والحريّة" انسجاماً مع تاريخهم
المُطابق لتاريخ آل الأسد، دون نسيان العلاقات الحميمة على مدار عقود مع المُجرم
حافظ الأسد (الذي قبض ملايين الدولارات من آل
سعود) ووجود قرابة مع المجرم رفعت، عدا أن حُكم آل سعود، كباقي حكام
الخليج والعالم العربي بالعموم، يتسم بالاستبداد حاله حال حُكم عائلة الأسد
المافيوية، فكيف يمكن لمستبدين دعم "ثورة حريّة"؟؟؟!!!
ما
هي القواسم المُشتركة بين آل سعود وآل الأسد؟
أولاً:
ربط تسمية البلد باسم العائلة الحاكمة
السعودية =
سورية الأسد!
وتسوق لنا
صحيفة الرياض سبب تسمية "المملكة العربية السعودية" كنتيجة برقية من
مواطنين في الطائف للملك عبد العزيز الذي وافق على مضمون البرقية وتمّ اعتماد اسم
"السعودية" كبديل لاسم "مملكة الحجاز ونجد وتوابعها"، وفي
الواقع هذا يذكرنا بتسمية مناصري الإرهابي حافظ وورثته المجرمين لسورية وربطها
بعائلته "سورية الأسد" ودون برقيات من مواطنين!!
إنّ ربط اسم
البلد باسم عائلة حاكمة، بغضّ النظر عن كيفية وصولها للحكم، هو مسألة تضخُّم للذات
الفردية والعائليّة وتعبير عن استبداد مُطلق ستكون نتيجته وبال على البلاد وعلى
الناس، ويقدّم لنا الواقع في سورية اليوم الدليل الأهمّ على هذا.
ثانياً:
شراء رجال الدين
هو قاسم
مشترك آخر بين عائلتي آل سعود وآل الاسد، فشراء ضمائر رجال الدين الكبار هو مسألة
حيوية لضمان ولاء الأتباع وتلميع صورة الحكّام بصورة آنية ودائمة. حيث نجد في
السعودية كبار رجال الدين والمفتين وأشباههم من هذا الطراز السلطويّ الخفيف!
أما عند آل
الاسد فالمسألة أعقد لوجود طوائف كثيرة،
لكن السيطرة والشراء قائم وخلال الثورة السورية توضح أكثر دور الخوارنة
والمشايخ بمختلف الأديان بدعم آل الاسد والتشبيح الديني والدنيوي لهم!
ثالثاً:
نهب البلاد وتكوين ثروات ضخمة على حساب أرزاق الناس وأمن البلاد
يُعتبر هذا
من أهم القواسم المُشتركة بين العائلتين، فنقرأ في ويكبيديا بعض المعلومات البسيطة
عن ثروة آل سعود:
تبلغ ثروة
آل سعود أكثر من تريليون دولار أمريكي أي أكثر من 1000 مليار دولار، هذا ما يعادل
ضعف الناتج المحلي الإجمالي السعودي الذي يبلغ حوالي 600 مليار دولار.
كشفت وثيقة
أمريكية سربها موقع ويكيليكس أن أميراً سعودياً أبلغ السفير الأميركي في المملكة
آنذاك أن "عائدات مليون برميل من النفط يومياً تعود بأكملها إلى خمسة أو ستة
أمراء".
تشرح تفاصيل
توزيع المداخيل بين أفراد العائلة الحاكمة حيث بلغت المعاشات الشهرية حتى 270 ألف
دولار إلى أبناء عبد العزيز بن سعود. وتتضمّن المكافآت هدايا الزواج ومبادرات بناء
القصور إضافة إلى "الوفاء بوعود الأمراء المالية" ومكافآت شهرية أيضاً
لأفراد وعائلات من خارج العائلة المالكة. وتشير الوثيقة بأن الأمراء يقومون
بالإستيلاء على الأراضي وبيعها بأموال طائلة على الدولة.
وحسب
الوثيقة فان مخصصات أمراء آل سعود كلفت خزينة الدولة ملياري دولار في سنة 1996م
وحدها، فأبناء عبد العزيز يتقاضون شهرياَ: مليون ومئة وخمسة وعشرون ألف ريال
وأحفاد عبد العزيز يتقاضون شهرياَ: مئة وإثني عشر ألف وخمسين ريال وأبناء الأحفاد
يتقاضون شهرياَ: ثمانية وأربعون ألف وسبعمئة وخمسون ريال وأحفاد الأحفاد يتقاضون
شهرياَ ثلاثين ألف ريال
فهل نحتاج
لقول الكثير عن نهب آل الاسد لثروات سورية؟
هل نتحدث عن
جرائم عائلة الأسد الماليّة، من خلال تصرفات المُجرم المقبور جميل الأسد وأولاده
في اللاذقية وخارجها؟
باقي مجرمي
العائلة في اللاذقية وتمدد نشاطاتهم لمدن سورية أخرى وبلدان عربية وأجنبية أخرى؟
هل نتحدث عن
إجرام رفعت الاسد الماليّ؟ وجرائم أبنائه في سورية والخارج؟
هل نتحدث عن
محمد مخلوف وابنائه المجرمين؟ وعن سرقات آل ناصيف وآل شاليش وآل طلاس وآل خدام وآل
وآل وآل؟!!!!
نحتاج لألف
ليلة وليلة كي نكتب عن حجم الفساد المالي والنهب المنظم الذي ارتكبته مافيات آل
سعود وآل الأسد على مدار عقود!
رابعاً:
الارتهان للخارج
هل هناك من
لا يرى تبعية لآل سعود وآل الاسد للخارج؟
تتجلى صور
التبعية بالحفاظ على تخلف المجتمع، بل العمل على تكريسه وتعزيزه، سيما في الناحية
الدينية. اضافة إلى القضاء على أيّ ظاهرة علمية انتاجية سوف تحرم الخارج من سوق
هام لتصريف بضائعه، وهذه أبسط صورة يمكن تقديمها عن جرائمهم المستمرة حتى كتابة
هذه الكلمات!
من يتابع
تصريحات بعض القادة الإيرانيين والروس خلال العامين الأخيرين (2017 - 2018)،
سيقتنع بموضوع ارتهان مافيا الاسد للخارج أكثر!
خامساً:
رعاية الإرهاب
ساهمت أموال
آل سعود بتأسيس تنظيم القاعدة في افغانستان برعاية اميركية حصرية وبناء على
بروباغاندا الحرب على الشيوعيين الكفار السوفييت!!!! (توضح الصحافة الغربية هذا
الأمر بشكل لا لبس فيه!).
وساهم آل
الاسد بهذا الشأن من خلال إرسال إرهابيين إلى أفغانستان واعادة استقبالهم بسجونهم
لإعادة تأهيلهم واستخدامهم في العراق وفي سورية راهناً. (كذلك توثق الصحافة
الغربية هذا الأمر جيداً!).
يجب التنويه
إلى تطابق موقف آل سعود وآل الاسد، راهناً، من تنظيم "الاخوان المسلمين"
وهو القطيعة الكاملة مع هذا التنظيم المشبوه أصلا بتاريخه ونشأته ورعايته الدولية،
نرى أن تلك التنظيمات ما هي إلاّ أدوات يجري استخدامها بين الحين والآخر لتحقيق
مصالح مشغليها الدوليين فقط!!
في الختام،
ما كتير يشدو على حالون اللي بيمدحو عالطالعة والنازلة "القيادة
السعودية" ويتذكرو تاريخ هالعيلة الرائع!
من لا يتقبل
النقد: هو المستبدّ فقط!
انا على ثقة
بوجود مواطنين سعوديين داعمين للثورة السورية فعلياً، حالهم حال مواطنين عرب
وأجانب آخرين، ولكن أولئك بذات الوقت، يقومون بثورة على آل سعود دون أن ينتبهوا أو
ربما بعضهم ينتبه!
لا ثقة عندي
بآل سعود ولا بأيّ آل آخرين في دويلات العالم العربي كلّه.
والثورة
السورية هي ضد آل الاسد، بداية، وضد كل الآلات* لاحقاً!!!
بالنهاية،
يطيب لي لعن روح الإرهابي حافظ الأسد، أرواح ورثته المجرمين، أرواح آل سعود وأرواح
باقي الحكّام السَفَلة، إلى الأبَدْ!!
تنويه
* لا نقصد
الآلات المستخدمة في الصناعة بالطبع! بل آلات جمع آل هنا، أي نقصد اسماء العائلات
لا كل أفرادها، فربما نجد أفراد غير متورطين بجرائم تلك العائلات، وبهذا لا يشملهم
الكلام في المقال أعلاه، وبهذا لا نقع بخطأ التعميم البغيض!
وشكراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق