De cómo el trigo domesticó al ser humano كيف دجَّنَ القمح الكائن البشريّ؟ الجزء الأوَّلْ How wheat domesticated human beings - <center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation </center> Fénix Traducción فينيق ترجمة Phoenix Translation : De cómo el trigo domesticó al ser humano كيف دجَّنَ القمح الكائن البشريّ؟ الجزء الأوَّلْ How wheat domesticated human beings

2016-02-24

De cómo el trigo domesticó al ser humano كيف دجَّنَ القمح الكائن البشريّ؟ الجزء الأوَّلْ How wheat domesticated human beings

Los libros de historia enseñan que gracias a su perspicacia e inteligencia el ser humano paso de ser una especie más, un simple cazador-recolector (bueno al principio mucho menos, sólo un insignificante carroñero-recolector), a señorear la naturaleza cuando aprendimos a poner a nuestro servicio a diferentes especies animales y vegetales mediante la agricultura y la ganadería allá por la ya lejana Revolución Neolítica. Pero esta narrativa puede que no sea cierta si se analiza la cuestión desde el prisma evolutivo.
Desde su antropocéntrico punto de vista el ser humano tiende a clasificar a los animales como “superiores” a las plantas, de entre los animales evidentemente los insectos son siempre “inferiores” a los peces, y estos a su vez lo son frente a los reptiles o por supuesto a los mamíferos, hasta llegar como no a los primates y a su cúspide inalcanzable, nuestra especie. Y este erróneo pensamiento jerárquico tiende a contaminar, aunque sea de forma subconsciente, cualquier estudio de la naturaleza, y sobre todo si éste incluye al Homo sapiens.
Sin embargo los investigadores del mundo natural, que llevan siglos desentrañando las complejas relaciones existentes entre las diferentes especies que interaccionan en un determinado ecosistema, han encontrado que la regla simple de que la especie más “compleja” o “superior” manipula a otra especie más “primitiva” es errónea en innumerables ocasiones
 

 
  
 
 

تُعلّمنا كتب التاريخ أنّه بفضل ذكاء الكائن البشريّ، قد تحوّل من مجرّد كائن بسيط صيّاد – ملتقط للثمار إلى كائن متحكّم بالطبيعة من لحظة تجيير أنواع حيّة حيوانية ونباتية لمصلحته سواء عبر التدجين الحيواني أو زراعة النباتات؛ حيث حدث ما أسموه الثورة النيوليتية / الزراعية بوقت لاحق.
 
 لكن، ربما، هذه القصّة غير صحيحة، فيما لو يجري تحليلها من خلال المنظور التطوريّ.

من منطلق المركزية البشرية، ذهب الكائن البشريّ لتصنيف الحيوانات "كعنصر أرقى أو أعلى أو متفوّق" على النباتات، فيما وجد بأنّ الحشرات دوماً "أقلّ قيمة" من الأسماك، والتي بدورها تواجه الزواحف أو الثدييات، كما هو مفترض، حتى الوصول إلى الرئيسيّات، وأخيراً دون شكّ نوعنا البشريّ. 
 
هذا التفكير التقسيمي الهرميّ للأنواع الحيّة خاطيء، حتى لو جرى بصورة غير واعية أحياناً، فهو يُسيء لأيّة دراسة للطبيعة، سيما حين يندرج ضمنها الإنسان العاقل.

مع هذا، وجد الباحثون في العالم الطبيعيّ، والذين أمضوا قرون بدراسة العلاقات المعقدة القائمة بين مختلف الأنواع الحيّة المتفاعلة في نظام بيئي محدد، بأنّ القاعدة التبسيطية لوجود نوع حيّ "أكثر تعقيداً" أو "متفوّق" يتحكم بنوع حي آخر "أكثر بدائيّة":
 
 خاطئة كليّاً في عدد لا يُحصى من المناسبات.

هكذا، نجد على سبيل المثال، أنّ كائن أوّل (من الأوالي) قادر على تحطيم كائن من الثدييات مثل الفأر (أو ربما كائن فائق القوّة، كما يجري تصويره، مثل الكائن البشريّ) دون إمتلاك أيّة إرادة خاصة، وبخضوع كامل لنزوات تكاثرية لدى هذا الكائن المتناهي بالصغر الوضيع!

يوجد مثال آخر ملفت للإنتباه، هو كيف يتسنى لأنواع نبات (مقابل قليل من الماء المُحلّى وبضع ألوان مميزة) جذب أنواع هائلة من الحشرات والطيور الجميلة والتي تخدمها تطورياً، علماً أنّ النباتات تخلو من أيّ جهاز عصبيّ (طبعاً ليس للنباتات دماغ) وتتحكم لأجل غاياتها الخاصة التكاثرية بطيور تمتلك أدمغة معقدة نسبياً.

 حسناً، فيما لو يجري تحليل "الثورة الزراعية" إعتباراً من وجهة نظر تطورية بحتة، ربما، لن نجد ما نقوله أكثر مما تعلمناه بصغرنا، ويطربنا سماعه كميزة ذكاء وتقدُّم بشريّ، وهذا ليس سوى قناع جميل يتوخى إخفاء حقيقة الواقع البائسة. 

 
ولكي نبرهن على هذا الأمر، لن نجد أفضل من الإستشهاد برأي المؤرّخ يوفال نوح هراري المأخوذ من كتابه الهام "من الحيوانات إلى الآلهة"، حين يقول:

"شكّلت الثورة الزراعية أكبر عملية إحتيال قد حدثت في التاريخ. مَنْ كان المسؤول عن هذا؟".

لم يكن المسؤول لا ملوك ولا كهنة ولا تُجّار، بل حفنة من النباتات! 
 
بينها القمح والأرز والبطاطا. 
 
دجَّنَتْ هذه النباتات الإنسان العاقل وليس العكس!!!

لنفكّر للحظة في الثورة الزراعية إنطلاقاً من القمح. 
 
منذ ما يقرب من 10000 عام، ظهر القمح كعشبة بريّة لا أكثر، عشبة بين كثير من الأعشاب وقتها، وقد اقتصر توزُّعها على مساحة صغيرة من منطقة شرق المتوسط. 

بصورة مفاجئة، وبالكاد، بمرور بضعة آلاف من السنين من وقتها، إنتشر القمح في طول العالم وعرضه. بحسب المعايير التطورية الأساسيّة للبقاء على قيد الحياة والتكاثر، تحوَّل القمح إلى أكثر النباتات نجاحاً في تاريخ الأرض. 
 
في مناطق مثل السهول الكبرى بشمال أميركا، حيث لم تعرف القمح منذ 10000 عام ولم يكن فيها ولا سنبلة بريّة واحدة منه، نجد بالوقت الراهن مساحات هائلة مزروعة بالقمح، ولا نجد لها نظير بكل أنحاء العالم. 
 
على إمتداد العالم، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقمح حوالي 2.25 مليون كيلو متر مربع، أي ما يقرب من عشر أضعاف  مساحة بريطانيا. 


السؤال: كيف إنتقلت هذه العشبة من الطور البرّي، الذي لا يملك أية أهمية، لتصبح مزروعة وموجودة في كل مكان بالوقت الراهن؟


تحكّم الإنسان العاقل بالقمح بما يوافق مصلحته. عاش هذا القرد حياة مريحة نسبياً، مارس الصيد والتقط الثمار حتى ما قبل 10000 عام، ومن وقتها بدأ بصرف كثير من الجهود في زراعة القمح. 
 
بمرور ألفي عام من وقتها، كرّس البشر، بكثير من الأماكن في العالم، معظم وقتهم في الإهتمام بنباتات القمح. لم يكن الأمر سهلاً. لقد تطلّبت زراعة القمح منهم الكثير. حيث لا يرتاح القمح لتربة صخرية مليئة بالحصى، الأمر الذي دفع بالإنسان العاقل لتنظيف الأراضي من هذه الأشياء. 

لا يقبل القمح بتقاسم مكان زراعته ومياهه وأغذيته مع نبات آخر، وهذا ما يُوجِبْ على الفلاحين القيام بتطهير مكان زراعة القمح من كل عشب موجود وتخصيص ساعات طِوالْ لهذا الأمر.
 
 أصيب القمح بالأمراض، وهذا ما أجبر الانسان العاقل على اليقظة في مراقبته للقضاء على كل أنواع الديدان المتطفلة والصدأ. 
 
توجّب على الفلاحين الإنتباه لتوفير الحماية للقمح من مهاجمين محتملين يحبون تناوله مثل الأرانب والجراد وغيرها. 
 
يعشق القمح المياه، ولهذا، توجب على البشر حفر الآبار وجرّ مياه الأنهار لسقايته. 
 
القمح نبات جشع غذائياً، وهذا ما حدا بالإنسان العاقل لجمع روث الحيوانات لتغذية التربة التي ينمو فيها القمح. 

لم يكن جسد الإنسان العاقل مؤهلاً لحمل كل تلك المتاعب أو المهام. 
 
فقد تكيَّفَ مع تسلّق شجرة التفاح والجري خلف الغزلان، وليس مع تنظيف الحقول من الصخور والحصى وحفر قنوات مياه للسقاية. 

دفع كلّ من العمود الفقري والركبتين والرقبة وقوسي القدمين الثمن. 

تُشير الدراسات التي أجريت على هياكل عظمية قديمة لأنّ الإنتقال إلى الزراعة، قد تبعه حدوث سلسلة من التبعات الصحيّة مثل خلع في الفقرات وإلتهابات وفتق. 

كذلك، إحتاجت تلك المهام الزراعية الجديدة المزيد من الوقت، الأمر الذي أجبر تلك الناس على الإقامة بصورة دائمة بجانب حقول قمحهم. 
 
غيّر هذا نمط حياتهم بشكل كليّ. 
 
لم نقم بتدجين القمح، يأتي مصلطح "تدجين domesticar" من الكلمة اللاتينية domus وتعني "منزل". 
 
مَنْ يعيش في المنزل؟؟ مؤكد ليس القمح! بل الإنسان العاقل!!

كيف تمكّن القمح من إقناع الإنسان العاقل لكي يُغيّر حياته الجيدة نسبياً بإتجاه وجود يتميز بقساوة أكبر؟ 
 
ما الذي وفّره له بالمقابل؟ 

مؤكد، أنه لم يوفّر نظاماً غذائياً أفضل له. 
 
يجب التنويه هنا لأنّ البشر هم قرود قارتة (تأكل كل شيء) لمجموعة متنوعة جداً من الأغذية. 
 
حيث وفّرت الحبوب جزءاً بسيطاً جداً من النظام الغذائي البشريّ قبل الثورة الزراعية.
 
 فالنظام الغذائي المؤسس على البقوليات فقير بالمعادن والفيتامينات، صعب الهضم وسيّء على الأسنان واللثّة في الواقع.

لم يمنح القمح الأمن الإقتصادي للناس. 
 
فحياة الفلاّح أقلّ أماناً من حياة صيّاد – مُلتقط للثمار.
 
 اعتمد الصيادون – ملتقطو الثمار على عشرات الأنواع الحيّة لأجل بقائهم على قيد الحياة، وبالتالي، أمكنهم مقاومة السنوات العِجاف دون إمتلاك مخازن طعام محفوظ حتى. 
 
ففيما لو يقلّ حضور نوع معيّن، أمكنهم إلتقاط وصيد أنواع أخرى. 

حتى وقتٍ قريب، أسست المجتمعات الزراعية القسم الأكبر، من الحريرات التي تحصل عليها، على مجموعة صغيرة من النباتات المُدجّنة. كما أنه بمناطق كثيرة، قد أسسوا نظامهم الغذائي على نبات واحد كالقمح أو البطاطا أو الأرز. 
 
ففيما لو تقلّ الأمطار أو تظهر الفطريات أو الجراد، وتؤثر سلباً على هذه النباتات، فمن المحتمل حدوث موت الفلاحين بالجملة والمفرّق!
 
كذلك، لم يتمكن القمح من توفير الأمن بمواجهة العنف البشريّ. 
 
 المزارعون الأوائل، على الأقلّ، عنيفون مثل أسلافهم الصيادين – ملتقطي الثمار، إن لم يتصفوا بعنف أكبر. فلقد احتاج المزارعون لامتلاك الأراضي بصورة أكبر واحتاجوا أراضي إضافية للزراعة. بدأت مساحات المراعي تقلّ، جرّاء تمدُّد الأراضي المزروعة من قبل الجيران، وبهذا، بدا الفارق بين الكفاف والمجاعة، وأدى هذا لظهور حيف وإعتداء على الآخر. في حالة منافسة مجموعة من الصيادين – ملتقطي الثمار  للفلاح، فلم يكن أمامه سوى الرحيل. فالوضع صعب وخطر، لكن ممكن. عندما هدَّدَ عدوّ قويّ قرية مزارعين، أدى إلى ترك المزارع والبيوت والحظائر.
 
 في كثير من الحالات، حُكِمَ على اللاجئين بالموت جوعاً. بالتالي، توجب على المزارعين البقاء في أراضيهم والصراع حتى النهاية.

تُشير دراسات كثيرة، في حقلي علم الإنسان والآثار، لأنّه في المجتمعات الزراعية البسيطة، وبعيدأ عن مؤشرات سياسية ضمن القرية والقبيلة:
 
 العنف البشريّ مسؤول عن نسبة 15% من حالات الموت، بالإضافة لنسبة 25% من حالات موت البشر.
 
 في غينيا الجديدة المعاصرة، تعود نسبة 30% من الموتى إلى العنف في مجتمع قبليّ زراعيّ هو مجتمع قبيلة داني، وترتفع النسبة إلى 35% في مجتمع آخر هو مجتمع الإنغا
 
في الإكوادور ربما تصل النسبة إلى 50% عند مجتمع هواروني، حيث يتعرض البالغون للموت على يد بشر آخرين!! 
 
بمرور الزمن، جرى التحكُّم بالعنف بواسطة تطور البُنى الإجتماعية الكبيرة: 
 
كالمدن، الممالك والدول. 

لكن، للآن، يتبقى الكثير لإنشاء بُنى سياسية ضخمة وفعّالة، وربما نحتاج لآلاف من الأعوام الأخرى لنصل إلى برّ الامان!

ساهمت الحياة القروية بتقديم بعض الفوائد لأوائل المزارعين بصورة مباشرة، حيث حققت لهم حماية أفضل بمواجهة الحيوانات البرية والأمطار والبرد. 
 
لكن، بالنسبة للسكان العاديين، ربما تفوقت الأضرار على الفوائد في الغالب الأعمّ من الحالات.
 
 
 
  تعليق فينيق ترجمة

يجب التنويه، بداية، أنه لا يوجد خطأ بعنوان الموضوع، حيث تعودنا على قراءة تعبير "تدجين الإنسان لنباتات وحيوانات" ولكن، في المقال أعلاه، تنعكس الآية! حيث يبيّن المقال كيف تحكَّمَ القمح بالبشر ووجَّهَ حيواتهم بصورة واضحة، ويأتي هذا المقال في سياق موضوع آخر طرحته سابقاً هنا، هو: الثورة الزراعيّة (النيوليتيّة): هل شكّلتْ الخطأ الأسوأ بتاريخ البشريّة؟

ودوماً وفق معيار الفائدة - المصلحة لحياتنا، نفهم عُمق طروحات الموضوع وحداثتها.

وشكراً جزيلاً


قد يهمكم الإطلاع على مواضيع ذات صلة


ليست هناك تعليقات: