La
búsqueda de metales llevó a los marinos fenicios hasta el más lejano Occidente.
Allí, en unas islas del Atlántico, frente a la costa ibérica, levantaron su
mayor base comercial en Europa: Gadir, desde donde se lanzaron a la aventura en
aguas del Atlántico.
Hace
casi tres mil años, cuando las naves procedentes de Tiro y Sidón, en tierras
del actual Líbano, dejaban atrás el estrecho de Gibraltar, comenzaban una
peligrosa navegación por las aguas del Atlántico. A ellas se asomaba Gadir, la
perla de Occidente, cuyo puerto ofrecía un resguardo excepcional a los barcos
que llegaban de Oriente y a sus propios bajeles:
los
"caballitos" gaditanos, como se los conocía por su mascarón de proa
en forma de caballo.
Señora
del océano, Gadir era la cabecera de las rutas fenicias que unían los dos
extremos del Mediterráneo, y también el puente con los espacios .
http://www.nationalgeographic.com.es/historia/grandes-reportajes/la-fundacion-de-cadiz-por-los-fenicios_6853/5
قاد بحث الفينيقيين عن المعادن إلى
خوضهم غمار البحار، وصولاً إلى أقصى أقاصي الغرب.
هناك، في عدد من جزر المحيط
الأطلسي، مقابل شواطيء شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا + البرتغال)، أسسوا أضخم قاعدة تجارية في أوروبا
وقتها:
قادير (غادير) وتعني التحصين (والتي أصبح إسمها
قادش فيما بعد بالعربية؛ أو كاديث بالإسبانية اليوم Cádiz)،
التي انطلقوا منها في خوض مغامراتهم عبر مياه المحيط الأطلسي.
منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام
تقريباً، وعندما غادرت سفن موانيء صور وصيدا الواقعة في لبنان اليوم، وتركت خلفها
مضيق جبل طارق، بدأت بعملية إبحار خطرة في مياه المحيط الأطلسيّ.
بفضل تلك السفن
الفينيقية، بزغ فجر قادش، لؤلؤة الغرب، التي وفّر ميناؤها حماية إستثنائية للقوارب،
التي وصلته من الشرق ولسفنهم الخاصة حتى:
والتي أطلقوا عليها اسم "فرسان البحر"، فقد وضع الفينيقيين قناعاً على شكل حصان أو فرس على مقدمة سفنهم.
قادش
سيّدة المحيط، ترأست وجمعت خطوط سير الفينيقيين بين أقصى طرفي البحر الأبيض
المتوسط، بل شكلت الجسر مع أماكن مجهولة امتدت وراء الأفق البعيد، حيثما غامر
البحارة الفينيقيون الشجعان.
لقادش
جغرافية مميزة خاصة.
في الواقع، هي عبارة عن أرخبيل متكوِّن من ثلاث جزر، هي:
جزيرتان في الغرب هما غاديري وغاديتانا ونعرفهما من إسميهما اليونانيين إريتيا وكوتينوسا، وقد اتحدتا بواسطة
خُبّ (حبل من الرمل يصل جزيرة بشاطيء .. قاموس المورد إسباني عربي)، وهو عبارة عن
حاجز رملي متشكّل من رسوبيات نهر غواداليتي المُتراكمة عند لقائه
بالبحر.
وإسم الجزيرة الثالثة، الواقعة في الشرق، أنتيبوليس.
سمح هذا الحاجز الرملي للسفن بالرسو
في أيّ جانب من جوانبه، ووفر لها الحماية سواء من الرياح القادمة من البحر كما من
الرياح القادمة من البرّ.
يُفسّر الموقع الإستراتيجي والميناء الممتاز أهمية مدينة
قادش وسبب تأسيسها الباكر، لقد ربطت الطرق البحرية التي وحدت أوروبا الأطلسية،
شواطيء شرق البحر الأبيض المتوسط، شمال أفريقيا وجنوب أوروبا.
يعود تأسيس
قادش إلى زمن غابر، وتُجمِعْ الآراء على حصوله العام 1104 قبل الميلاد، "إثر
سقوط طروادة بحوالي ثمانين عام"، وهو ما يذكره المؤرّخ الروماني ماركوس فيليوس باتركولوس. ربما أراد هذا
المؤرّخ كيل المديح لشخصية من أصل فينيقي وتعيش في روما ويُطلَق عليها إسم لوثيُّو كورنيليو بالبو الكبير.
في الواقع، شكّلت هذه الشخصيّة جزءاً هاماً من السلطة، التي قادها يوليوس قيصر وابنه المُتبنّى ووريثه أوكتافيوس
أوغسطس، أوّل امبراطور في روما.
تعرضت إشارة المؤرّخ فيليوس لتأسيس قادش للكثير من
النقاش، لكن، تكتسب المصداقية بناء على الإكتشافات الأثرية الحديثة في قادش، حيث
ظهرت بنى مدنية تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد على الأقلّ، سيما بحضور إكتشافات سابقة تعود إلى الفترة الممتدة بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد.
ولادة قادش
يستلهم الجغرافي اليوناني سترابو قصته حول ولادة
قادش من مؤرّخ يوناني أقدم هو بوسيدونيوس. فبحسب سترابو، أسَّسَ فينيقيُّون قادمون من مدينة صور مدينة قادش، فإثر محاولتين فاشلتين، واحدة
إلى شرق مضيق جبل طارق والأخرى إلى الغرب منه، حيث لم تنقع كلّ الأضاحي التي قدمت
إلى الآلهة، نجحت المحاولة الثالثة.
يرد إسم هذه المستوطنة الجديدة من السور الذي
أحاط بها، وبهذا، يعني إسم قادش (قادير)،
بالنسبة للفينيقيين، هو "السور المُغلَقْ" أو المكان المحصّن أو
الحصين.
لقد وصل
الصوريُّون (أهل مدينة صور) إلى ذلك المكان القصيّ من الغرب بحثاً عن المعادن،
التي شكلت حاجة ضرورية في شرق متوسط متطوّر:
سيما الفضّة، لكن، كذلك، الذهب
والقصدير.
واكتشفوا في منطقة الوادي
الكبير، في شبه الجزيرة الإيبيرية، معيناً إستثنائياً من الفضة، مكاناً، قد شكّل مركزاً
للروايات حول الغنى الأسطوريّ، كما تقول هذه الرواية:
"يُروى بأنّ أوائل
الفينيقيين، الذين أبحروا نحو تارتيسوس، بادلوا زيت
الزيتون وبضائع أخرى بكمية من الفضّة، التي لم يتمكن مركبهم من حملها، إلاّ بعد أن
تخلوا عن كل الأواني وحتى عن المراسي!" (أرسطو مزيف، روايات مدهشة، ص 135).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق